طبعًا كلنا عارفين الآية الكريمة اللي بتقول "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، واحد هيقولي وإيه علاقة الإنفاق والصدقة والزكاة بينا دلوقتي؟، هقول لحضرتك إن الإنفاق في الآية هنا معناه أكبر وأوسع من مجرد إنفاق المال، أو الصدقات زي ما أغلبنا فاكرين.
الآية بتقول "لن تنالوا البر" يعني مش هتحصلوا على الخير إلا لو أنفقتوا من الحاجات اللي بتحبوها، بجميع أشكالها وأنواعها، يعني اللي بيحب المال ينفق من ماله، واللي بتحب الهدوم تكسي الغلابة، واللي بيحب الأكل يطعم الفقراء، واللي بيحب العلم ينفق من علمه ويعلم الناس، واللي بيهتم بنفسه وبصحته ينفق من صحته دي في مساعدة غير القادرين، وهكذا.
واحد تاني -غير الوا حد الأولاني- هيقولي طب وبرضه ده إيه علاقته بموضوعنا؟، أقول لحضرتك.. ما هو طالما الواحد مش هيجيله الحاجة اللي هو عايزها غير لما ينفق منها هو الأول، يبقى بالتالي الراجل اللي عايز مراته تحس بيه، وتفهم مشاكله، وتقدر ظروفه، لازم هو يعمل معاها نفس الشيء في الأول.. يحاول يحس بيها، ويفهم شكواها، ويبطل يسفه من مشاكلها.
والست اللي نفسها ومُنى عينها جوزها يقولها كلام حلو، ويدلعها، و يجيب لها إنشالله حزمة فجل من وقت للتاني، لازم هي كمان تعمل نفس الشيء قبل ما تطلبه منه، وتبطل تصدر له الوش الخشب، أو تعامله كأنها واحد صاحبه قاعد معاه في البيت، والعكس صحيح، يعني الراجل اللي بيخنق على مراته، وبيضيق عليها سواء ماديًا أو معنويًا، ميستغربش لو ربنا رزقه بمدير يخنقه ويطلع عينه، أو بشغلانه رزقها ضيق ومش مريحاه ومش راضية طموحه.
وبرضه الست اللي بتنكر مزايا جوزها، ومش شايفة فيه غير عيوبه، واللي دايمًا فضحاه بين أهلها وأ صحابها، والمجتمع والناس، متزعلش لو ملقتش حد مقدرها أو فاهمها أو مديها حقها في الدنيا دي.
القاعدة واضحة وبسيطة جدا "أنفقوا مما تحبون"، طبقها على كل حاجة في حياتك، و مع كل الناس، ولما تفتقد حاجة نفسك فيها دور كده ودقق في السبب، هتلاقي إنك أنت اللي مأنفقتش منها وقدمتها من البداية.