بهجت «غفير» بدرجة فنان: «بأعمل من الخشب.. لوحات»
»بهجت « يحاول تحويل قطعتى خشب إلى تحفة فنية
يستيقظ مبكراً ويتجه صوب الشاطئ، بحثاً عن قطعة «خشب» يجود بها البحر من بين بقايا المراكب، ليقضى يوماً طويلاً فى تحويلها إلى تحفة فنية، تضاف إلى منحوتاته، ثم يركنها فى أحد جوانب الغرفة.
«بهجت على»، يعمل خفيراً فى قرية سياحية تحت الإنشاء بمنطقة «الأحياء» فى شمال مدينة الغردقة، حيث جاء من محافظة أسوان ليجد عملاً ينفق من ريعه على أطفاله الثلاثة وزوجته، «أزميل ومطرقة وقطع من الفحم»، أدوات لا تفارقه للنحت على الأخشاب ورسم الجداريات، التى ملأت غرفة معيشته، ووصلت فى إبداعها إلى حد تحويل بقايا المراكب إلى امرأة حزينة. عدة سنوات مرت على «بهجت» وهو يعمل فى حراسة القرية السياحية، وكان يشعر أحياناً بالفراغ والملل، فقرر قضاء ساعات يومه الطويلة فى النحت على الخشب ورسم الجداريات بأدوات وإمكانيات فقيرة، حيث إنه يعشق الفن منذ نعومة أظافره، خاصةً الفن الذى يجسد المشاعر: «عندى قدرة أحول أى قطعة خشب للوحة فنية، وباستخدم الفحم لرسم جداريات، منها جدارية فى غرفتى سميتها الرجل المقهور، وبشوف فيها نفسى، وجدارية تانية لامرأة محبوسة من جواها، وحاجات تانية عبرت بيها عن أمنياتى وأحلامى، نفسى الزهر يلعب معايا، ويدعمنى محافظ أسوان، وأصمم جدارية كبيرة تجسد معالم محافظتى».
أهدى «بهجت» جدارية من أعماله إلى فندق فى «الغردقة»، وحين شاهدها عدد من السائحين أبدوا إعجابهم ببساطة الرسم والألوان المستخدمة، حيث يعبر «بهجت» من خلال النحت والرسم عن القهر الذى يشعر به بسبب ضيق المعيشة، مبدياً أسفه على المواهب المدفونة فى البلد ولا تجد من يزيح عنها الغبار ويدعمها، بينما لو تبنتها الدولة لساهمت فى نهضة كبيرة فى قطاع الفنون المختلفة: «أنا عايش بدون تأمينات، وتقدمت لبرنامج التكافل والكرامة عشان آخد دعم مالى من وزارة التضامن للأسر الفقيرة بسبب ظروفى الصعبة، والدور لسه ماجاش عليَّا».