مصدر بـ«مصر للطيران»: دول ووسائل إعلام أجنبية تحاول إثبات سقوط الطائرة بسبب الطيار أو «عيب فنى»
أجزاء من حطام الطائرة المفقودة «أ. ف. ب»
قالت مصادر بشركة مصر للطيران إن بعض الدول ووكالات الأنباء العالمية تحاول القفز على نتائج الحادثة، مشدداً على أن نتائج حوادث الطيران قد تستغرق عدة أشهر على أقل تقدير للوصول للنتائج النهائية، موضحاً أن هناك دولاً ووسائل إعلام أجنبية تحاول إثبات سقوط الطائرة بسبب الطيار أو «عيب فنى».
واعتبرت المصادر أن ما رددته تلك الدول والوكالات حول وجود دخان قرب قمرة القيادة، يأتى لرغبتها فى إلصاق أسباب سقوط طائرة مصر للطيران بالطيار أو الطائرة، مشدداً على أنهم يحاولون بأى شكل من الأشكال إثبات وجود عيب فنى بأجهزة، ومعدات الطائرة مما أدى لحدوث دخان تسبب فى سقوطها، وذلك على عكس ما قالته تلك الجهات فى حادثة الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء أواخر شهر أكتوبر الماضى، حيث قالت إن الحادث نتيجة عمل إرهابى لإلصاق تهمة بالمطارات المصرية، ما تسبب فى حظر الحركة الجوية بعد الحادثة.
«سلامة الطيران الفرنسية» تدعى إطلاق إنذار بوجود دخان فى الطائرة.. ومصدر بالطيران: ظهور الدخان لا يمكنه إسقاط الطائرة فى 4 دقائق
أضافت المصادر لـ«الوطن» أنه بمجرد ظهور دخان بأحد أجهزة أى طائرة، فإن قائد قمرة القيادة بها يتلقى إشارة بشأن الحادث، كما يتلقى مركز الصيانة بشركة مصر للطيران إخطاراً فى نفس الوقت، كما أنه توجد فترة زمنية أطول لدى قائد الطائرة من الفترة التى فصلت بين وجود الطائرة على الرادار، واختفائها.
وتابع: «الدخان الذى ظهر بالطائرة، على حد وصفهم، لا يمكنه أن يسقط الطائرة فى ظرف 4 دقائق وبسرعة سقوط تبلغ نحو 8 آلاف قدم فى الدقيقة».
وعن أسباب ظهور دخان بالطائرة، قال المصدر إنه قد يكون ناتجاً عن ماس كهربائى أو عيب فى أجهزة تكييف الطائرة أو نتيجة عمل إرهابى أدى لحدوث اشتعال مما أوجد هذا الدخان، موضحاً أنه فى الحالتين الأولى والثانية ستستغرق الطائرة وقتاً أطول فى السقوط، ولن تهبط بالسرعة التى سقطت بها حتى لو افترضنا أن الدخان تسبب فى اختناق طاقم الطائرة.
وتابع: «فى حالة العمل الإرهابى، فإن الطائرة تنشطر فى الجو، وتسقط بسرعة كبيرة، وفى كل تلك الأحوال لا يجب علينا أن نستبق نتيجة التحقيقات».
وكانت هيئة سلامة الطيران الفرنسية، أكدت أمس، إنه حدث إنذار آلى بوجود دخان صدر من الطائرة، التى تحطمت فى البحر المتوسط، الخميس الماضى، قبل انقطاع بث البيانات، وقال متحدث باسم «سلامة الطيران الفرنسية» لوكالة الأنباء الفرنسية، إن «الأمر لا يزال مبكراً جداً لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الأسودين وأولوية التحقيق هى العثور على الحطام والصندوقين».
كانت وسائل إعلام أمريكية، قالت مساء أمس الأول، إن الطائرة المصرية، أطلقت رسائل آلية تشير إلى وجود دخان قرب قمرة الطائرة. وكتبت «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها، أن «إحدى الرسائل أشارت إلى أن دخاناً كثيفاً أدى إلى انطلاق أجهزة الإنذار فى القسم الأمامى من الطائرة، حيث توجد الأجزاء الحيوية للوحتها الإلكترونية».
وأضافت الصحيفة: «هذا القسم يحتوى على جزء مهم من كمبيوتر التحكم فى تحليق الطائرة، والذى طرأ عليه خلل، بحسب الرسائل»، مشيرة إلى أن هذه المعطيات ليست كافية لتحديد إذا كانت الطائرة تعرضت لقنبلة أو أن هناك أسباباً أخرى غير واضحة. وأوردت خدمة «إيفياشين هيرالد» الإخبارية المعنية بصناعة الطيران، أن «أجهزة حساسة اقتفت أثر دخان فى مرحاض الطائرة»، فى إشارة إلى احتمال اشتعال نيران على متن الطائرة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن فيليب بوم، خبير شئون الطيران، قوله: «أجهزة الطائرة انطفأت، وهو ما يشير إلى أن الأمر لم يكن متعلقاً على سبيل المثال بعملية خطف أو بمشاجرة داخل قمرة قيادة الطائرة، والأمر يتعلق على الأرجح بحريق داخل الطائرة»، مضيفاً: «لا نعرف إن كان سبب هذا الحريق ماساً كهربائياً أو قنبلة انفجرت أو إن كان يوجد حريق بسبب مشكلة تقنية».
فى سياق منفصل، أشارت السفارة الفرنسية بالقاهرة إلى أن عمليات البحث المستمرة خاضت سباقاً مع الزمن، لأن الصندوقين الأسودين للطائرة قادران على إصدار إشارات لمدة لا تتجاوز 4 أو 5 أسابيع، فيما أعلن المتحدث باسم البحرية الفرنسية، ديديه بياتون، إرسال زورق استطلاع إلى أعالى البحار مزود بتجهيزات للبحث عن الصندوقين الأسودين، وينتظر أن يصل موقع التحطم، اليوم أو غداً، موضحاً أن سفينة «جاكوبيه» العسكرية، ستصل المنطقة خلال 3 أيام، مبيناً أنَّها مزودة بتقنيات عالية، تمكنها من إجراء عمليات مسح لقاع البحر، كما أن السفينة مزودة بروبوتات يتم التحكم بها عن بعد، قادرة على الغوص لعمق 2 كم.
وقال مسئول قضائى فرنسى، إن محققى الطيران الفرنسيين بدأوا فحص واستجواب كل العاملين فى مطار «شارل ديجول»، الذين كانت لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة برحلة مصر للطيران، واطلع المحققون، على قوائم الركاب، واستجوبوا أعضاء فريق الخدمات الأرضية بمطار «شارل ديجول»، الذى أقلعت منه الرحلة.
وواصلت طواقم البحث عملها لجمع المزيد من حطام الطائرة، وقالت وكالة «الأسوشيتد برس» الأمريكية، إن طائرات وسفناً من مصر و5 دول أخرى، قامت بتمشيط مساحة واسعة من البحر المتوسط، أمس، وذلك بعد يوم واحد من عثور الجيش المصرى على أجزاء من حطام الطائرة على بعد 290 كم شمال الإسكندرية.
ووجه الرئيس الأمريكى أوباما، مسئولى إدارته بضرورة التواصل مع المسئولين فى مصر وفرنسا، لتقديم كافة المساعدات اللازمة، حال طلب ذلك، من أجل الكشف عن ملابسات سقوط الطائرة، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، مساء أمس الأول، على «تويتر»، إن إعطاء شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، إيحاءات بأن قائد الطائرة انتحر، فى وقت لا تزال فيه أسر الضحايا فى حالة حداد، «أمر لا يبعث على الاحترام».
بينما اجتمع وزير الخارجية الفرنسية، جان مارك أيرولت، فى باريس، أمس، بأسر ضحايا الطائرة المصرية التى تحطمت فى البحر المتوسط. وقال أيرولت: «أرسلنا سفينة وطائرة للمشاركة فى البحث ونتعاون مع القاهرة، وهدفنا العثور على الصندوقين الأسودين لتحليلهما».
وأضاف الوزير الفرنسى أن باريس تؤكد مجدداً عدم ترجيح أى فرضية بعد كشف وجود دخان على متن الطائرة المصرية، وأوضح أنه يتم حاليا درس كل الاحتمالات حول سقوط الطائرة المصرية، ولا نرجح أياً منها.
وأشار «أيرولت» إلى أن هناك معلومات يتم تداولها، لكنها متناقضة وتضع أسر الضحايا فى لحظات أكثر ألماً ومأساة، موضحاً أن أغلب أسر الضحايا تناشد وسائل الإعلام عدم تداول أسماء ذويهم، لافتاً إلى أن الاجتماع بهم بمقر وزارة الخارجية كان يهدف إلى تزويدهم بأكبر قدر ممكن من المعلومات، مؤكداً: «مدينون بالحقيقة الكاملة لأسر الضحايا».
ووصل إلى مطار القاهرة الدولى فى الساعات الأولى من صباح أمس، 15 فرنسياً من أهالى ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، مقبلين من باريس، وكان فى استقبالهم لدى وصولهم عدد من مسئولى السفارة الفرنسية بالقاهرة، وقامت سلطات المطار بتشكيل فرق متخصصة من شرطة المطار والعلاقات العامة والجمارك لإنهاء إجراءات وصولهم، وتم اصطحابهم إلى أحد الفنادق التى خصصتها وزارة الطيران المدنى لتجمع أهالى الضحايا.