صحابة الرسول.. أبي بن كعب "أفضل من قرأ القرآن"
أبي بن كعب
يعتبر أبي بن كعب بن قيس من أحد صحابة الرسول وكاتب لما جاء من القرآن، حيث شهد بيعة العقبة الثانية، فيما شهد له الرسول بالعلم، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه "خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى حذيفة".
وكان أّبي بن كعب من فقهاء الصحابة، وكان من كُتَّاب الوحي، حيث اعتبر من أفضل قرّاء القرآن، وهو أحد الـ12 صحابيا الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة، وروي أن أُبي بن كعب قال: "سألني رسول الله ما هي برأيك أعظم آية جاءت في القرآن الكريم؟، فقلت: آية الكرسي، فضرب رسول الله على صدري، وقال لي: ليهنئك العلم يا أبا المنذر".
وجاء في الحديث: "أقرؤكم أُبي"، حتى أسند إليه النبي مهمة تعليم الوفود القرآن وتفقيهها بالدين حيث كان النبي إذا غاب عن المدينة يستخلفه لإمامة المسلمين في الصلاة، وقد قال عنه عمر بن الخطاب: "سيد المسلمين أبي بن كعب"، فيما جاء في صحيح البخاري أن الرسول قال لأُبي بن كعب حين نزلت "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ" إن الله أمرني أن أقرأ عليك "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا" قال أبي: آلله سماني لك؟ قال نعم الله سماك لي فجعل أبي يبكي".
وفي وقعة الجابية شهد أبي بن كعب، مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية، فيما خطب عمر بالجابية فقال: "أيها الناس من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأتِ أبيَّ بن كعب"، وفي الدعوة المجابة روى عن ابن عباس رضي الله عنه فقال (قال عمر بن الخطاب: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا، قال: فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخَّر الناس، فهاجت سحابة، فقال أبيُّ: اللهم اصرف عنّا أذاها فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم فقال عمر: أمَا أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر دعا الله عزّ وجلّ أن يصرف عنّا أذاها فقال عمر: ألا دعوتُمْ لنا معكم؟".
فيما قال رجل لأبي بن كعب: "أوصني يا أبا المنذر، فقال: لا تعترض فيما لا يعنيك، واعتزل عدوَّك، واحترس من صديقك، ولا تغبطنَّ حيّاً إلا بما تغبطه به ميتاً، ولا تطلب حاجةً إلى مَنْ لا يُبالي ألا يقضيها لك".
وعن عبدالله بن أبي نُصير قال: "عُدْنا أبي بن كعـب في مرضه، فسمع المنادي بالأذان فقال: الإقامة هذه أو الأذان؟ فقلنا: الإقامة، فقال: ما تنتظرون؟ ألا تنهضون إلى الصلاة؟، فقلنا: ما بنا إلا مكانك، قال: فلا تفعلوا قوموا، إن رسول الله صلى بنا صلاة الفجر، فلمّا سلّم أقبل على القوم بوجهه فقال: أشاهدٌ فلان؟ أشاهدٌ فلان؟، حتى دعا بثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة فقال: إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْواً، واعلم أنّ صلاتك مع رجلٍ أفضل من صلاتك وحدك، وإن صلاتك مع رجلين أفضل من صلاتك مع رجل، وما أكثرتم فهو أحب إلى الله، وإن الصفّ المقدم على مثل صف الملائكة، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه، ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحدَه أربعاً وعشرين أو خمساً وعشرين".
وتوفي أبي كعب بعدما أصابته الحمى حتى كان الرسول قد قال: "ما مِنْ شيءٍ يصيب المؤمن في جسده إلا كفَّر الله عنه به من الذنوب"، فقال أبي بن كعب: "اللهم إنّي أسألك أن لا تزال الحُمّى مُضارِعةً لجسدِ أبيٌ بن كعب حتى يلقاك، لا يمنعه من صيام ولا صلاة ولا حجّ ولا عُمرة ولا جهاد في سبيلك"، فارتكبته الحمى فلما تفارقه حتى مات، وكان في ذلك يشهد الصلوات ويصوم ويحج ويعتمر ويغزو.وتوفي في عام 30 من الهجرة، وحينها قال عُتيّ السعديّ: "قدمت المدينة في يوم ريحٍ وغُبْرةٍ، وإذا الناس يموج بعضهم في بعـض، فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض، فقالوا: أما أنت من أهل هذا البلد؟، قلت: لا، قالوا: مات اليوم سيد المسلمين، أبيّ بن كعب".