طالب الكثيرون الدكتور «مرسى» بالخروج والحديث إلى الشعب بعد اندلاع «ثورة إسقاط المرشد» منذ الجمعة الماضى.. أهو خرج يا سيدى!! وقدم لنا خطاباً أقل ما يمكن أن يوصف به أنه «خطاب ميت»، حاول «مرسى» من خلاله أن يبدو مخيفاً للمصريين، فأرغى وأزبد، وهدَّد وتوعد، ولوَّح بأصبعه كما يفعل الرؤساء حين يرغبون فى إظهار «العين الحمرا» لشعوبهم، اتخذ قرارات، ونوّه إلى استخدام المزيد، لكن تقدر تقول لى على أى اندهاشة؟!
حاول الرئيس أن يبدو مرعباً، فقال «إننى قلت أننى أستطيع أن أفعل.. وها أنا أفعل»، ثم أمطرنا بعدد من القرارات التى كان ينادى بها الإخوان» فى الصباح فنفذها الرئيس فى المساء، من فرض حظر التجول، والتعامل بحسم وعزم مع المتظاهرين. يذكّرنى هذا المشهد بشخص ضعيف يقف فى مواجهة آخر قوى و«حاتى»، ليقول له «باقول لك حاضربك.. حاضربك»، والآخر ينظر إليه فى استخفاف، ثم يلمس شعره بعد ذلك وينسحب سريعاً وهو يقول «مش قلت لك حاضربك؟!»، ليمكث -بعد ذلك- فى انتظار نصيبه من «العُلَق»!!
لم يكتفِ «مرسى» بذلك، بل أكد لنا أن فى جعبته الكثير، وأن من الممكن «أن يفعل أكثر من ذلك»، وهل هناك يا «ريس» من يمسكك؟! والكلام يبدو وكأنه نوع من التحضير من جانب شخص خائف، تماماً مثلما يهدد الضعيف القوى قائلاً: «على فكرة أنا ممكن أؤذيك.. بس أنا مش عايز.. اوع تستفزنى وإلا اضطررت إلى أذيتك»، وهو يقول ذلك فى محاولة استكشاف رد فعل «القوى» الذى يعلم أنه عاجز عن النيل منه (نظام شيلوه من فوقى لأموّته)، تماماً مثلما يشعر «مرسى» أمام الشعب الذى نزل إليه فى الشوارع ويطلب منه المنازلة!!
ومن الطرائف اللذيذة أيضاً فى خطاب «مرسى» التهديد باستخدام أقصى درجات القوة والحسم مع المتظاهرين، يقول ذلك بعدما سفك دماء 32 شهيداً فى بورسعيد، وستة ممن شيعوا جنازتهم فى اليوم التالى، و10 شهداء فى السويس، واثنين فى القاهرة، وشهيد فى الإسماعيلية، ذلك عدا آلاف المصابين فى جميع المحافظات المصرية. والعجيب فى الأمر أن «مرسى» يهدد بالقتل بعد أن قتل، والأعجب أن يقدم واجب العزاء لمن قتلتهم داخليته، تطبيقاً لقاعدة «يقتل القتيل ويمشى فى جنازته»، بل «وقتل من يمشى فى جنازة القتيل»!!
ودعك بعد ذلك من الكلام عن الحوار وفرض الطوارئ وحظر التجوال، وغير ذلك من أمور «تبلها وتشرب ميتها». فماذا يمكن أن يفعل معك هذا الفيلم الذى تشاهده للمرة الثانية، أمام ضعف مجموعة الافتكاسات السابقة التى حاول الخطاب أن يدهشك بها، ومع ذلك لم تندهش، ولو «اندهاشة واحدة». واضح أنها «ماراحتش على زوزو وبس»، بل على «زوزو» و«شوشو» و«سوسو»!!