جامعة «عين شمس» دون رئيس منذ 5 أشهر ومناصب نواب رئيس الجامعة «غياب»
د.حسين عيسى
واجهت عدد من الجامعات المصرية مشكلات مختلفة بسبب عدم وجود رئيس لتلك الجامعات بعد انتهاء المدة المحددة لرئيس الجامعة ليتم تصعيد نائب الرئيس ليكون قائماً بالأعمال حتى تنتهى إجراءات اختيار رئيس جديد، ما يتسبب فى حالة من الارتباك داخل الجامعة.
ففى جامعة عين شمس، خلا منصب رئيسها منذ أكثر من 5 أشهر بعد تقديم الدكتور حسين عيسى استقالته فور تعيينه عضواً بمجلس النواب، وتولى الدكتور عبدالوهاب عزت، نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع، منصب القائم بأعمال رئيس الجامعة، لحين انتهاء إجراءات التقدم للترشح للمنصب من خلال لجنة اختيار القيادات الجامعية.
«سوهاج» تقترب من الشهر.. و«عدوى»: تأخُّر اختيار القيادات «منطقى».. ولا بد من إبعاد الأساتذة المتطرفين عن المشهد
كان المجلس الأعلى للجامعات قرر فتح باب الترشح على منصب رئيس جامعة عين شمس 19 مارس الماضى، وخاض سباق الترشح العديد من الأساتذة بالجامعة منهم الدكتور عبدالوهاب عزت، القائم بأعمال رئيس الجامعة، والدكتورة سوزان القلينى، عميدة كلية الآداب، والدكتور خالد عبدالغفار، عميد كلية طب الأسنان، والدكتور سيد الخولى، أستاذ إدارة الأعمال ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد عبدالفتاح، أستاذ المحاسبة ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ المحاسبة والوكيل السابق لشئون التعليم والطلاب.
ومن المفترض أن يعين رئيس الجامعة الجديد ثلاثة نواب له، حيث إن منصبى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، ونائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، ظلا شاغرين بعد خروج الدكتور على عبدالعزيز والدكتور محمد الطوخى للمعاش بداية العام الحالى.
وتأثرت جامعة عين شمس تأثراً كبيراً ظهر فى غيابها عن المجتمع الجامعى فى اتجاهات عديدة؛ أبرزها الأنشطة الجامعية والطلابية، والارتباك فى بعض الأحداث والظروف التى تعرضت لها خلال امتحانات الفصل الدراسى الثانى، حيث نسى أستاذ بكلية الآداب وضع امتحان للطلاب، بينما وضع آخر بكلية التربية النوعية نفس الامتحان لطلاب الفترة الصباحية والمسائية، فتم تقسيم الدفعة على مرتين حتى تستوعبهم الأماكن الموجودة بالكلية.
وتحتاج الكليات للعديد من أعمال التطوير والتى يجب وضعها بعين الاعتبار، منها تطوير البنية التحتية للجامعة، حيث إن شبكة الصرف فى بعض الكليات تحتاج إلى تطوير، كذلك بعض معامل الكليات.
ويتشابه الأمر فى جامعة سوهاج حيث إن الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، كان قد أصدر قراراً بتكليف الدكتور صفا محمود، نائب رئيس جامعة سوهاج لشئون التعليم والطلاب، قائماً بأعمال رئيس جامعة سوهاج، بدلاً من الدكتور أنيس شيحة، الذى انتهت مدته بتاريخ 23 مايو، لتصبح جامعة سوهاج بدون رئيس جامعة رسمياً لحين فتح باب التقدم للمنصب من خلال لجنة اختيار القيادات الجامعية.
كان وزير التعليم العالى أصدر قراراً فى 10 مايو الماضى، بتعيين الدكتور أنيس شيحة قائماً بأعمال رئيس الجامعة، وأحدث القرار حالة من الارتباك بين صفوف أعضاء هيئة التدريس، وجاء ذلك بعد إصدار «شيحة» عدداً من القرارات التى أربكت العملية التعليمية، بإقالة عميدتى الصيدلة والتعليم الصناعى أثناء سير امتحانات الفصل الدراسى الثانى، وكلف بإعادة تصحيح أوراق ابنة الدكتور نبيل نورالدين، رئيس الجامعة السابق، والطالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة، وتضمن قراره إعادة تصحيح أوراقها فى السنوات السابقة، ما اعتبره البعض تصفية حسابات، وجاء قرار وزير التعليم العالى بتعيين الدكتور صفا محمود قائماً بأعمال رئيس الجامعة لتسود بين أروقة الجامعة حالة من الارتياح برحيل الدكتور أنيس شيحة.
وفى جامعة بورسعيد يظل الدكتور خالد صبرى، قائماً بعمل وكيل كلية الطب لشئون التعليم والطلاب، لحين انتهاء الإجراءات الخاصة بتعيين وكلاء الكليات والتى تأتى من وزارة التعليم العالى بعد تأشيرات الأمن ومجلس الوزراء.
ودافع الدكتور مجدى عدوى، أستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس، عن تأخر اختيار القيادات الجامعية والإبقاء على قائم بالأعمال فى بعض المناصب القيادية بالجامعة، بأنه منطقى، مؤكداً أنه لا بد من دقة الاختيار لرؤساء الجامعات فى الفترة المقبلة، موضحاً أنه يجب أن تأخذ الجهات المعنية وقتاً كافياً لاختيار القيادات بشكل يضمن كفاءتها.
وأوضح لـ«الوطن» أن هناك عناصر غير جيدة من أساتذة لهم أفكار متطرفة يجب إبعادهم عن المشهد وتنقية الأجواء منهم، لافتاً إلى أنه يجب فحص الأسماء المرشحة بدقة رغم أن النظام الحالى فى عملية اختيار القيادات الجامعية، وهى طريقة اللجان، نظام سيئ، ويتدخل بعض الوزراء فى مساندة المرشحين مستغلين المناخ المتاح لهم لأنهم فى درجة تسمح لهم بالتدخلات، وأشار إلى أن الأمر يقتضى مرور الأسماء المرشحة من الرئاسة لأنها المنطقة الوحيدة الآمنة لأنه لن يتصل أحد بالرئاسة ليطلب الوساطة لمرشحين بعينهم.
وأكد أن عملية اختيار القيادات الجامعية تحتاج فترة لإعادة النظر وفحص أوراق المرشحين، قائلاً: «أنصح بإلغاء نظام اللجان التى يشكلها المجلس الأعلى للجامعات بسيطرة تامة على من سيأتى ومن سيخلف فى هذه المناصب لاختيار القيادات الجامعية»، وطالب بضرورة تشكيل مجلس أمناء لكل جامعة من كبار الأساتذة لاختيار اللجان التى تقوم باختيار القيادات الجامعية.