عسكريون: محاولة الجيش مجرد «قرصة ودن» من الخارج لـ«أردوغان»
جانب من المظاهرات المؤيدة للرئيس التركى
قال خبراء عسكريون واستراتيجيون إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يقود دولة تركيا بـ«قبضة من حديد»، متوقعين أن يكون التحرّك العسكرى ضده نتيجة أحد تفاعلين: «قرصة ودن» من طرف خارجى، أو غضبة وطنية جراء تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واحتضان الجماعات الإرهابية. وتوقع خبراء أن تطول الأزمة التركية حتى عامين كاملين، إذا كانت حالة «الانشقاق الداخلى» موجودة على الأرض ومستمرة.
«حسين»: ليس من السهل إنهاء النظام بـ«الانقلاب» حالياً.. و«العمدة»: الرئيس التركى أصبح «ورقة محروقة» للغرب ويتخذ بعض الإجراءات دون الرجوع إليهم
وقال اللواء الدكتور أركان حرب زكريا حسين، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا والخبير العسكرى والاستراتيجى، إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يقود تركيا بـ«قبضة من حديد»، مردفاً: «أرى أنه ليس من السهل الانقلاب عليه حالياً أو مستقبلاً».
وأضاف «حسين»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن أى حركة فى الداخل التركى، سواء بالسلب أو بالإيجاب يكون لها انعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، حيث إنها المنطقة الساخنة الوحيدة فى العالم كله حالياً، ووجود «أردوغان» فى الحكم بدولة مؤثرة مثل تركيا، تكون له آثاره السلبية على الأمة العربية بأثرها. وتابع: «إذا كان قد نجح التحرك العسكرى؛ فلا أحد يعرف شكل القادم ماذا سيكون؟ أو انعكاساته على المنطقة».
وتوقع اللواء أركان حرب عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن يكون ما حدث فى الداخل التركى وفشله نتيجة تدخل غربى كـ«قرصة ودن» للرئيس التركى، حيث إنه أصبح «ورقة محروقة» للغرب، ويتخذ بعض التحركات أو الإجراءات دون الرجوع إليهم، ومن ثم «عرّفوه حجمه»، وأعادوا له السيطرة بعد ذلك، لافتاً إلى أن ما أنهى التحرّك العسكرى كان طائرات الـ«إف 16»، التى تصدّت للطائرات الموجودة لدى العناصر العسكرية المناوئة لـ«أردوغان»، وهى إما أن تكون قادمة من حلف «الناتو» أو الخارج، وإما أن تكون من الداخل التركى، بما يعكس سيطرة منه على مفاصل مهمة بالجيش التركى، مضيفاً أن معرفة الجهة التى جاءت منها الطائرة توضح الصورة بشكل كبير حول ما أنهى «التحرّك التركى».
وأضاف «العمدة» لـ«الوطن»، أن التحرّك قد يكون بدافع من الداخل التركى نتيجة «غضبة تركية»، رداً على احتضان الجماعات الإرهابية، وتأييد تنظيم «داعش» الإرهابى، خصوصاً بعد الأعمال الإرهابية التى شهدتها تركيا مؤخراً، وما حدث فى مدينة «نيس» الفرنسية، وصولاً إلى إمكانية تدبير الحادث لمعرفة المناوئين للرئيس التركى بالحكم.
وأشار مستشار «أكاديمية ناصر» إلى أن الموقف التركى غير مفهوم حتى الآن، وعلينا الانتظار لنرى إلى أين ستصل الأمور؟ حتى تتضح الرؤية، ونستطيع تحليل الوضع، خروجاً بالآثار المترتبة عما حدث أمس.
وعن توقعاته للمستقبل التركى خلال المرحلة المقبلة، قال: «إما أن يكون ما حدث تمثيلية، وإما أن يكون هناك انشقاق فى الداخل التركى، وحينها ستطول الأزمة لمدة عامين، حتى لو هدأت على السطح خلال ساعاتها الأولى، أو قد تخرج الأمور من يد الرئيس التركى، وإما أن يكون مدبراً للتحرك، لمزيد من إحكام السيطرة على الداخل».