"مدينة زويل" حلم راود صاحبه طوال 17 عاما.. ومات قبل رؤيته
مدينة زويل
فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة نوبل للكيمياء، عام 1999، كأول عربي يحصد الجائزة العالمية في هذا المجال، وبمجرد الإعلان عن الجائزة، ما هي إلا أيام حتى سطع نجم الدكتور زويل باعتباره بطلًا شعبيًا استطاع إضافة إنجازٍ مهم للوطن، ومع الفوز بالجائزة بدأ حلم الدكتور زويل في إنشاء مدينة علمية تساهم في تطوير العملية العلمية في مصر والوطن العربي.
وبالفعل عرض فكرة المشروع على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتم تخصيص 270 فدانا من أجل إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.
وفي يناير عام 2000 تم وضع حجر الأساس لمدينة زويل بحضور رئيس الوزراء آنذاك عاطف عبيد، وسط اهتمام صحفي بتلك الثورة العلمية، إلا أن المشروع تعطل لأسباب غير معلومة لمدة 11 عامًا، حتى احتل اليأس قلب الرجل، ولكن مع تجدد الأمل فور اندلاع ثورة 25 يناير، عاد "زويل" إلى مصر مستكملا مشروعه العلمي.
بعد شهور من ثورة يناير، أعلن الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في ذلك الوقت، إعادة إحياء مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وخصَّص مبنيين لها من أجل المساهمة في سرعة إطلاق المشروع مرة أخرى، وبمجرد الإعلان عن إعادة إحياء المشروع حتى بدأ العلماء المصريون في الخارج، بالمسارعة من أجل العودة إلى الوطن والمشاركة في بناء هذا الحلم.
وفي عام 2014، أصدر الرئيس المصري السابق، عدلي منصور، قرارًا جمهوريًّا بتخصيص 200 فدان لبناء المقر الجديد لمدينة زويل في منطقة حدائق أكتوبر بمدينة السادس من أكتوبر، وكَلَّفَ الرئيس عبدالفتاح السيسي الهيئةَ الهندسية للقوات المسلحة بأعمال بناء وتشييد الموقع الجديد للمدينة، وتسيير عملية البناء بخطى ثابتة؛ وبعد الانتهاء من تلك المرحلة سوف يقوم رئيس الجمهورية، وأعضاء المجلس الاستشاري الأعلى بحضور حفل افتتاح الموقع الجديد، وستواصل المدينة عملها من موقعها الحالي بالشيخ زايد لحين انتهاء أعمال البناء بالموقع الجديد، وسيبقى مقر المدينة الإداري في منطقة جاردن سيتي بالقاهرة.
حلم المدينة راود العالم المصري على مدى أكثر من 17 عامًا، إلا أن الوفاة حرمته من رؤية حلمه يتحقق على أرض الواقع، ويشهد حفل افتتاحه، لكنه سيظل مشروعًا يمجد اسم وتاريخ صاحب "نوبل" طوال الزمان إلى جانب إنجازاته العلمية الأخرى، التي ساهم بها في خدمة البشرية.
ستقدم المدينة خدمات وموارد متميزة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال المرافق الحديثة والمتطورة، وهو الأمر الذي سوف يعزز صورة مدينة زويل كواحدة من أوائل المؤسسات الأكاديمية، كما سيعكس الموقع الجديد رسالة المدينة المتمثلة في المشاركة الفعالة في علوم القرن الـ21، ورفع التقنيات المحلية إلى المستوى العالمي، وزيادة الإنتاج القومي، تصميم الموقع الجديد يمزج بين التقاليد المصرية والمعمارية، وفي هذه البيئة الجديدة سيكون نظام التعليم مبنيا على أساس الجدارة والتفكير الإبداعي، وإشراك جميع أفراد المجتمع من أجل المساهمة في بناء مجتمع قائم على المعرفة.
وتوجد بالموقع منطقة تستخدم لتوفير التفاعل بين الطلاب، أعضاء هيئة التدريس، والمجتمع، وتم تصميم الموقع الجديد لاستيعاب المعارض، والعروض، والعديد من الأنشطة الأخرى، كما يوجد بالموقع سكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس مجهز على أعلى مستوى، بالإضافة إلى مرافق تكنولوجيا المعلومات الفريدة من نوعها، والمعدات السمعية والبصرية المتميزة، والتسهيلات التقنية من خلال الشبكات اللاسلكية والفصول الذكية.