الحالمون بـ«تكرار التجربة»: لا مجتمع يعرفهم.. ولا دولة تساعدهم
«زويل» أثناء تسلُّم جائزة نوبل
مخترعون ومبتكرون اجتهدوا فى دراستهم وقضوا أوقاتاً طويلة داخل معاملهم، لكن المجتمع لا يعرفهم والدولة لم تساعدهم، ظل «أحمد زويل» بالنسبة لهم هو الحلم، أو كما يصف أحدهم «الأب الروحى»، دفعة الأمل التى تدفعهم إلى الأمام مهما كان الطريق ممتلئاً بالعراقيل ومهما كانت الصعوبات كثيرة، يواصلون وفى داخل كل منهم «زويل صغير» إلا أن الفرصة لم تسنح بعد.
يصفونه بـ«الأب الروحى».. وينتظرون «فرصة» لتحقيق الحلم
يتشابهون فى كل شىء: اجتهادهم، دأبهم على المحاولة، عدم تلقيهم يد العون من الدولة، حبهم الشديد لـ«زويل»، وحزنهم مع سماع خبر وفاته، «كنت بعتبره الشخص الملهم بالنسبة ليّا، الأب الروحى اللى بنهتدى بيه، هو حلم لكل باحث مصرى، حتى فى أوقات تشجيعنا لبعض كنا ساعات ننادى نفسنا بنفس اسمه: زويل»، يقول رامز مجدى، الحاصل على ماجستير فى الكهرباء والطاقة من جامعة عين شمس، الذى نجح فى اختراع جهاز لتوليد الكهرباء بدون وقود مثل «الجاز والسولار والبنزين»، وتم تسجيل الاختراع بأكاديمية البحث العلمى وتسجيله دولياً تحت رقم pct-eg2014-000027، لكن عامين مرّا على التسجيل دون أن تطلبه الدولة أو يتواصل معه أحد المسئولين، يضيف: «أنا جالى عروض عربية ودولية لشراء الجهاز، لكن بتمنى نشتغل بيه جوا مصر ونستفيد من الاختراع فى بلدنا».
يعتبره «رامز» يوماً أسود للعلم، بفقدان العالم المصرى الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء، ينتظر فرصة أو مساعدة ليواصل هو مسيرته، مثل أسماء كثيرة أخرى تضمها قائمة طويلة لعلماء ومخترعين مصريين تجهلهم بلدهم، منهم الشاب عبدالناصر فراج، الطالب بالفرقة الثالثة كلية الهندسة، قسم كهرباء بجامعة حلوان، الذى اخترع جهازاً لضخ المبيدات الحشرية باستخدام الطاقة الشمسية، وحصل على براءة الاختراع من أكاديمية البحث العلمى، 4 مايو الماضى، لكن جواب «البراءة» لم يقدم ولم يؤخر: «لم أتلق أى اتصال من الجهات العلمية أو المسئولة للاستفادة من الجهاز والأبحاث اللى عملتها، إلا دعوة من مؤتمر علمى ضخم عقد فى الولايات المتحدة منتصف يوليو»، شعر بالحزن فور علمه بوفاة العالم الكبير، لاسيما أنه من الصعب بحسبه أن يخرج أكثر من زويل آخر فى الظروف الحالية: «الظروف صعبة جداً، والاهتمام بالبحث العلمى ضعيف، أنا وغيرى من شباب الباحثين نفسنا نبقى زويل، وبنحاول، لكن المعوقات كثيرة».