"الأزهر": المسلمون الخاسر الأكبر من تحركات "داعش"
صورة ارشيفية لاطفال داعش
أصدر مرصد الأزهر، تقرير تحت مسمي "سعى داعش للتضييق على مسلمي الغرب"، موضحا فيه أن أكثر المتضررين من "داعش" هم المسلمون أنفسهم.
وقال المرصد في تقريره: "منذ ظهور ما يسمى بتنظيم "داعش"، ومع ادعائه بأنه دولة المسلمين، فإننا نجد أعداد القتلى من ضحايا عملياتهم الإرهابية تفوق أعداد الضحايا من غير المسلمين، والفساد والضرر الذي وقع على بلاد المسلمين جراء توسعاتهم الوحشية أكبر بكثير مما وقع في بلاد غير المسلمين، ومسلمو الغرب هم من يدفعون ثمن أفعالهم الوحشية وهجماتهم الإرهابية، يدفعونه من أمنهم واستقرارهم وتشويه سمعتهم، لذا يصبح من المنطقي أن نتسأل جميعًا: هل حقًا تسعى داعش للتضييق على مسلمي الغرب؟".
وأضاف التقرير: "نشر موقع أجنبي خبر بعنوان "المسلمون في فرنسا يخشون الاضطهاد بسبب داعش"، أكد فيه أن المسلمين يعانون في فرنسا، من التهميش ومحاربة أفكارهم تحت عباءة محاربة التنظيمات المتطرفة، ففي نوفمبر الماضي أُغلق مسجد يسمي مسجد الهدى، وعندما سُئلت الحكومة الفرنسية عنه، أجابت أن ذلك لدواعي الأمن القومي والمحافظة على أمن البلد، وقد قامت السلطات بإغلاق أكثر من ٢٠ مسجدًا لنفس السبب، ويضطرالمسلمون في فرنسا والبالغ عددهم حوالي ٥ ملايين شخص، مع أي هجوم تشنه جماعات الظلام كداعش ومن على شاكلتها، أن يبرروا للناس أو لأصدقائهم أنهم ليسوا بهذا الفكر، وأن الإسلام ليس كما تظنه هذه الجماعة المتطرفة".
وقال مروان محمد، مسئول عن محاربة الإسلاموفبيا بفرنسا، إن بعض الناس يحبون ممارسة شعائرهم الدينية كما يرون، وأن هذا ليس دليلا على التطرف أو التعصب، إنما فقط مظهر من مظاهر التدين، وأنه يجب على السلطات الفرنسية ألا تلاحق الناس فقط لأنهم مسلمون أو أصحاب لحى طويلة".
وأضاف: "لا يجهل أحد أن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا مؤخرًا، يعود في جزء كبير منه إلى هذه الأفعال الإرهابية، وهذا ما أكده تقرير الأزهر حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، بل لا يكاد يمر أسبوعٌ واحدٌ، بدون أن نسمع عن مظاهرة ضد المسلمين بدون أي مبرر لذلك".
وتابع التقرير: "الواقع الذي نلمسه بأيدينا الأن، هو أن الخاسر الأكبر من نمو هذه الجماعات هم المسلمون أنفسهم، وأن مسلمي الغرب يواجهون مشاكل عدة تفرض عليهم التأكيد مرة تلو الأخرى على براءتهم من هذه الأفعال، كما أن هذه التساؤلات في حد ذاتها تطرح شكوكًا حول مصدر هذه الجماعات، وإذا ما طرحنا التفسيرات الاستخبارتية لنشوء هذه الجماعات جانبًا، فيبقى التساؤل الذي لا بد أن يجيب عليه كل مسلم، ألا وهو كيف يمكن أن تصدق جماعة، المتضرر الأول منها هو الإسلام والمسلمون أنفسهم؟.