نائبات تحت قبة البرلمان: «مش كمالة عدد»
أداء النائبات «الباهت» داخل البرلمان سرعان ما تحول إلى مشاركة قوية وتحرك مكثف
تصريحاتهن خلال الانتخابات البرلمانية كشفت عن إصرارهن على إثبات وجودهن فى مجلس النواب، فنافسن حتى حصدن 90 مقعداً بنسبة 15% من إجمالى أعضاء المجلس، إلا أن أداء النائبات لم يستمر على وتيرة واحدة خلال دور الانعقاد الأول، فتارة يصعدن بالفوز بمعركة داخلية، وتارة يفشلن فى اقتناص ما جئن من أجله للمجلس.
ففى أولى معارك النائبات داخل مجلس النواب فشلن فى تمرير بند باللائحة الداخلية ينص على تمثيل جيد للمرأة فى أجهزة المجلس، بعد أن أفادت الأغلبية بأن هذا البند غير دستورى، فضلاً عن تضاؤل أدائهن خلال الجلسات العامة للمجلس، ووصفه البعض بـ«الباهت»، فلم يحالفهن الحظ فى الحصول على حق الكلمة خلال الجلسات إلا مرات قليلة، مقارنة بعددهن وتمثيلهن داخل المجلس، ولم يستطع الحديث منهن إلا شخصيات بعينها، كان أشهرها النائبة أنيسة حسونة، والنائبة نادية هنرى، ومارجريت عازر.
الانتصار بقانون ختان الإناث ورئاسة لجنتين ووكالة 7 وأمانتى سر.. وتمثيل «النواب» فى محافل دولية
لم يستمر أداء النائبات «الباهت» لمدة طويلة، فسرعان ما استعدن بريقهن فى المجلس من خلال انتخابات هيئات المكاتب النوعية التى يبلغ عددها 25 لجنة، بحشد قوى وتحركات نسائية مكثفة قمن بها للمنافسة على هيئات مكاتب اللجان ومقاعد رئاستها، ما أسفر عن تمثيل مُشرف للمرأة بفوزهن برئاسة لجنتين و7 وكالات و5 أمانات سر.
أثبتت المرأة وجودها داخل «النواب» فى ثانى اختبار لها خلال جلسات مناقشة تعديلات اللائحة الداخلية، التى امتدت لساعات متأخرة من الليل، حيث استطاعت النائبات اقتناص الكلمة والتعبير عن وجهات نظرهن 27 مرة، وهو ما يمثل ثُلث عدد نائبات المجلس، وسط أصوات الرجال المرتفعة.
أما عن تمثيل المرأة للبرلمان فى المحافل الدولية، وزياراتها الخارجية، فقد مثلت أكثر من 8 نائبات البرلمان المصرى فى الخارج، ضمن وفود رسمية، وكان أشهرهن النائبة رانيا علوانى، التى اُختيرت لتكون ممثلة مصر فى اجتماعات الاتحاد البرلمانى الدولى، ورئيسة لمؤتمر الشباب المنعقد فى لوزاكا بزامبيا، والنائبة أنيسة حسونة التى زارت دولة ألبانيا، ضمن الوفد البرلمانى المصرى المشارك فى فعاليات الجمعية البرلمانية لدول البحر الأبيض المتوسط، وكذلك النائبة داليا يوسف التى زارت واشنطن لحضور مؤتمر يقيمه مجلس الشيوخ الأمريكى احتفالاً بيوم المرأة العالمى.
المجلس كذلك رشح 6 نائبات ضمن وفد برلمانى لزيارة المملكة الأردنية، لتمثيل البرلمان المصرى فى المنتدى العالمى للمرأة فى البرلمانات، وهن «هيام حلاوة، وماجدة نصر، وأمل زكريا، وآمال طرابية، وسارة صالح، وسناء برغش».
وبعد ظهور الائتلافات البرلمانية والتكتلات بين أعضاء المجلس، رأت النائبات ضرورة أن يكون لهن تكتل يضغط لصالح قضايا المرأة ومناصرتها؛ فعقدت 15 نائبة أول اجتماعاتهن داخل المجلس فى 19 يوليو الماضى بإحدى قاعات المجلس، للتنسيق فيما بينهن فى القضايا المطروحة، وكان الاجتماع نواة لتشكيل أول تكتل نسائى داخل المجلس يحمل اسم «صوت نائبات مصر»، الذى أكدت النائبة نادية هنرى أن تكوينه يهدف لتوحيد الرؤى فى القضايا العامة، بحيث تكون هناك قضايا محددة يتم تبنيها والتحرك فيها على مستوى الدوائر ومستوى مجلس النواب، من حيث الدور الرقابى، وكانت من أبرز مؤسِساته الدكتورة أنيسة حسونة، والنائبة دينا عبدالعزيز والنائبة سهير الحادى.
وكانت أولى خطوات تكتل «صوت نائبات مصر» داخل البرلمان هى عقد اجتماع موسع مع الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، استمر لأكثر من ساعتين، لعرض مشكلاتهن عليه بعدما رأين وجود صعوبات تواجههن فى طلب الكلمة والحديث فى المناقشات العامة أسوة بالنواب الرجال، وكذلك عدم أخذ حقهن فى السفر بالوفود البرلمانية، وهو ما اضطر «عبدالعال» لوعدهن بحل سريع لتلك المشكلات.
تعددت القضايا التى تبنتها النائبات تحت قبة المجلس، وكان على رأسها قضية «ختان الإناث»، فأعلنت النائبة منى منير رزق تبنيها القضية ببيان عاجل ضد وزير الصحة، بعد وفاة طفلة بمحافظة السويس، عقب إجرائها عملية ختان بمستشفى خاص، ليتم بذلك فتح الملف داخل المجلس وتتوالى البيانات وطلبات الإحاطة للمسئولين، لتفوز النائبات فى نهاية المعركة بإقرار وموافقة ثلثى أعضاء المجلس بشكل نهائى على مشروع قانون يغلظ عقوبة ختان الإناث.
ولمساواة الرجل بالمرأة فى العمل، تقدمت النائبة أنيسة حسونة ببيان عاجل إلى وزير العدل بشأن التمييز ضد المرأة وعدم تعيينها فى مجلس الدولة، وطالبت برفع هذا التمييز ضد النساء وتطبيق مواد الدستور التى تنص على عدم التمييز والمساواة فى تولى الوظائف العامة بين المرأة والرجل، وكذلك تبنت «حسونة» مهمة الدفاع عن القاصرات وحمايتهن من الزواج المبكر، من خلال بيان عاجل تقدمت به إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وغادة والى وزيرة التضامن، واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، لمناقشة القضية فى الجلسات العامة للمجلس ووضع القوانين اللازمة.
وظهر وجود نائبات البرلمان خلال المناسبات العامة التى مر بها المصريون خلال دور الانعقاد الأول، فبادرن بزيارة النصب التذكارى للجندى المجهول فى مناسبة عيد الشرطة، ووضع أكاليل الزهور عليه، إضافة إلى زيارتهن لمستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، المقام لعلاج أبناء الصعيد بالمجان.