سبتمبر.. موسم أمريكا «الحشرية» والمصريين «المشبوهين»
«مرسى» داخل قفص الاتهام
تبدو وكأنها عادة سنوية، إذ تتكرر فى سبتمبر من كل عام، تتطوع أمريكا باختيار اسم أو مجموعة، وتطالب مصر بالإفراج عنهم، ليبدأ مسلسل معروف مسبقاً من الاعتراض والرفض ووصف ما يحدث بالتدخل السافر فى السياسات الداخلية، ورغم ذلك تعاود أمريكا الكرّة، التى بدأتها مع «مرسى» فى سبتمبر 2013، وكررتها فى العام التالى مع أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل، وفى عام 2015 حين طالبت بالإفراج عن الناشطة سناء سيف، وهو ما تكرر هذا العام أيضاً وفى الشهر نفسه من مطالبات الإفراج عن آية حجازى.
«واشنطن» تطلب الإفراج عن نشطاء
يحدث هذا فتظهر التفسيرات والتحليلات، وجميعها ينال من الشخصيات المصرية التى تطالب أمريكا بالإفراج عنها، إذ تعتبر المطالبة فى العقلية المصرية دليلاً على الخيانة والانحياز، أو ربما «شبهة» مثلما وصفها د.سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وتستدعى لدى المصريين حالة الكراهية الشديدة، مبرراً «حين تتبنى دولة نكرهها فكرة إطلاق سراح شخص تتم ترجمة الأمر تلقائياً إلى اتهامات بالعمالة والتعاون وهى ذاتها التهم التى يحاول المذكورون تبرئة أنفسهم منها»، مؤكداً «لا يمكن التعويل على مطالباتهم وكما أخبروا أردوغان حين طالبهم بالإفراج عن عبدالله جولن بأنها مسألة قانونية، وليست سياسية كان عليهم أن يفهموا الأمر ذاته لدينا».
لاختيار هذه الأسماء تحديداً علة أخرى، يشرحها عمرو عبدالعاطى، الباحث المتخصص فى الشئون الأمريكية: «ملف حقوق الإنسان يمثل هاجساً لدى أمريكا، والأسماء المختارة مرتبطة بعلاقات مع أشخاص فاعلين داخل أمريكا، وعليه يتم الدفاع عنهم، ليست مسألة عمالة، ولكنه تفاعل من حضور ندوات ومؤتمرات والمشاركة فى أبحاث أو ورش عمل تدفع مَن يعرفهم داخل أمريكا من شخصيات نافذة إلى السعى من أجل إطلاق سراحهم، وهو ما نراه كل عام».