قال الداعية الإسلامى الشيخ محمد حسان: لقد أظهرت الثورة أسوأ ما فينا من أخلاق، ولم يعد الكثيرون يخافون الله، لأنهم كانوا يخافون السلطان ويخافون القهر والسجن والإيذاء، ولما كُسر حاجز الخوف ظهرت حقيقتنا مع ربنا، وتساءل: من منا يراقب الله؟!. انتهى كلام الشيخ الذى يحتشد بالكثير من الاتهامات للشعب الذى كان يخاف عصا السلطان أيام حكم المخلوع، فأطاع الله، ولما كُسر حاجز الخوف ظهرت حقيقته مع ربنا. لست أدرى ما معنى هذا الرغى الساذج، ومن هو ربنا هذا الذى لم نعد نراقبه، هل هو أبونا الذى فى «الاتحادية»؟!.
قد يكون من المفيد أن أصحح للشيخ كلامه حول أن الثورة أظهرت أسوأ ما فينا من أخلاق، فالأصوب أن يقول إن الثورة أظهرت أسوأ ما فينا من بشر، عندما صعد إلى السلطة أصحاب «الدقون» من إخوانه السلفيين وإخوان الجماعة، بعد أن عاشوا «دلاديل» لسلطان «مبارك» الغشوم لسنين طويلة، يخدّرون الناس بالكلام فى الدين، ويضحكون عليهم فى الدنيا، وجنوا من وراء ذلك الملايين، بل والمليارات، وها هم أولاء يخرجون على الشعب المنهك المرهق المحروم، عاتبين عليه جرأته التى تسلح بها فى التخلص من «المخلوع»، ويستعين بها الآن لمواجهة ساكن الاتحادية «الملخلخ».
تتحدث الآن يا شيخ «حسان» عن أن الشعب لم يعد يراقب الله، فيسفك الدماء ويتاجر فى السولار ويروج الشائعات الباطلة؟.. تربيتكم يا «شيخ». ألستم أنتم المدرسين الخصوصيين الذين ظلوا يلقنونه الدين وقيم الدين سنين طويلة؟. لو حق لنا أن نلوم هذا الشعب على أمر، فعلينا أن نلومه على استماعه إليكم وانقياده لأفكاركم المريضة التى تتمسح بالإسلام، فصنع من الفشلة نجوماً لمجرد أنهم يتحدثون فى الدين، هذه النجومية هى التى ساقت إليكم البرامج التليفزيونية، والنصيب المعلوم من الإعلانات، وثمن تذاكر الدخول إلى الندوات للاستماع إلى الدعاة الذين تجرى فى ألفاظهم لغة السماء!.
أتراك قد نسيت يا شيخ حسان دعوتك لجمع المعونة الأمريكية من قروش بائعى الفجل والجرجير والكُرّات، هل نسيت وقفتك على جبل عرفات مدافعاً عن المجلس العسكرى إياه، فى الوقت الذى كان فيه الشباب يذبح داخل استاد بورسعيد وفى ماسبيرو ومحمد محمود. لقد دافعت عن العسكر دفاعاً مستميتاً، والآن تدافع باستماتة أكبر عن دولة «الدقون» التى أصبحتَ رجلاً من رجال سياستها، وأداة من أدواتها فى السيطرة على الشعب «الغلبان».
حلمك يا شيخ «حسان».. لا تسلق الشعب الذى لم يعد يخشى الحاكم صاحب «الدقن»، بل امتدح فعله وبارك كفاحه، لأنه لم يعد يخشى إلا الله تعالى. وكما كان الشعب هو أداة تأديب الشرطة والسلطة فيما مضى، فسوف يكون أداة تأديب وتهذيب وإصلاح كل «دقن» شاردة!.