جميع المصريين، باستثناء الإخوان، يحاولون التخيل والإجابة على سؤال: ما هى مشاعر مرسى وهو يرى مصر تحترق؟ تحتاج الإجابة أن تسأل شخصاً قريباً محايداً، وفى دولة مرسى لن تجد هذا الشخص، فجميعهم إما إخوان مظلمون أو متحولون أو متأخونون أو دمامل بشرية، ولهذا فلنضع سيناريو تخيلى مبنياً على واقع تصريحات مرسى وخطاباته.. «جاء إلى مرسى أحد معاونيه مسرعاً: ياريس، دا حرقوا اتحاد الكرة وأندية الشرطة وعايزين يحرقوا كمان وكمان؟ فرد مرسى: المهم، مكتب الإرشاد حد قرّب له ومقرات الجماعة سليمة؟، فقال المعاون: أيوه يا ريس، فزاد مرسى: جدع الراجل وزير الداخلية ده، دا لُقطة، شايف شغله كويس، إنه فى رباط.
المعاون يتلو الخبر تلو الخبر، وعند بورسعيد قال: يا ريس بورسعيد مش تحت أيدينا دلوقتى، بقت مدينة بيقولوا عنها حرة مستقلة، فرد مرسى: مش مشكلة بلد واحدة المهم الباقى، ومقر الحرية والعدالة كويس؟ المعاون: كويس يا ريس وبيسلموا عليك وبيدعوا لك!! بس المنصورة غضبانة والإسماعيلية وكفر الشيخ والغربية، فقال الرئيس بأريحية: دى هوجة وهتعدى، وإخوانا قالولى الموضوع أيام وكل حاجة هترجع زى ما كانت، فرد المعاون: بس انا خايف يا ريس، فعاجله الرئيس: مرشدى قال لى ماتخافش واحنا معاك، دول شوية مثيرى شغب زى ما بيقول عليهم الواد الناصح بتاع الإعلام فى ماسبيرو، والله عفارم عليه!
«طب يا ريس والناس اللى بتموت كل يوم؟ بيقولوا إنه مات 3 فى التحرير فى اشتباكات مع الأمن».. يقول المعاون لعل الرئيس يهتم ويعتدل فى جلسته، ولكن يرد الرئيس مرة أخرى: الدم حلال ما دام يقف عقبة فى طريق التمكين، وما له لما يموت ناس، المهم الثورة تنجح، ونبدأ مشروعنا وخلافتنا!
تزيد نبرة المعاون: يا ريس، الإعلام بيقول إن البلد بتفُك يا ريس وبلا رئيس، فيقول الرئيس وهو يضحك: اتربينا فى الإخوان على الصبر، واتربينا على المؤامرة، دى مؤامرة كونية عشان يرجّعونا لورا، والمهندس خيرت قال لى كذا مرة «أنا فى ضهرك يا مرسى، وماتخافش»، إنت عارف يعنى إيه خيرت يقول لك «خليك ثابت»؟ عشان كده أنا قلت فى البرنامج مع «البتاع اللى فى المحور» إن جلدى تخين ومابيهمّنيش الأشواك!
«بس يا ريس، وجود الجيش فى الشارع بيضعف سلطتك»، يذكّر المعاون وهو يهرش من كثرة مجادلة رئيسه، فيقول مرسى: وماله؟ دا أنا القائد الأعلى، فيقاطعه المعاون: بس كل الناس بتقول غير كده، بيقولوا إن السيسى ندّ ليك، والشعب بيحبه وبيعملوا له توكيلات عشان يدير البلد! فيصمت مرسى: والله الدرس ده مادرسناهوش فى الإخوان زى دروس كتير، بس ربنا هيستر.
المساعد، بعد أن أنهك مرسى قواه، سأل الرئيس: يا ريس يقولون إنك لا تبكى، فيصرخ الرئيس: بل أبكى فقط على إخوانى الذين يموتون دفاعاً عن الجماعة، والباقون ليسوا إلا متآمرين وبلطجية، وأنا قلت فى حوارى مع بتاع المحور الكلام ده.
يختم المساعد بالقول: سبحان الله.. يا ريس أنت لست بشراً، أنت من طينة أخرى»!!!