«عصام» اعتدى على ابن عمه الطفل وخنقه وعلق جثته فى مشنقة بمنزل مهجور: «قتلته قبل ما أتقتل»
صورة تعبيرية
«عايز منك النهارده 10 جنيه يا معلم، شوف أنا تعبان معاك من الصبح، وصوتى راح من كتر المناداة على الزباين» كلمات وجهها الطفل مصطفى أحمد مصطفى، 11 سنة، إلى ابن عمه عصام طارق، 21 سنة، أثناء معاونته للأخير فى العمل على توك توك فى منطقة صبحى حسين فى مدينة بدر، فلم تمر سوى دقائق قليلة على طلب الطفل حتى لفظ أنفاسه الأخيرة خنقاً على يد نجل عمه عقب اغتصابه.
المتهم نفذ الجريمة وشارك أسرة المجنى عليه فى البحث عنه داخل المستشفيات
القاتل لم يكتف بجريمتين جنائيتين هما الاغتصاب والقتل العمد مع سبق الإصرار، نفذهما فى الضحية داخل عقار مهجور فى المجاورة الرابعة فى بدر، لكنه خطط للهروب من جريمته فأحضر حبلاً من البلاستيك وصنع مشنقة فى شراعة باب العقار وعلق فيها الطفل ليصرف انتباه كل من يعثر على الجثة إلى أن الواقعة انتحار الطفل من خلال تلك المشنقة قبل أن ينصرف من مسرح الجريمة.
استكمل المتهم عمله على الـ«توك توك» حتى نهاية يومه فى الساعة العاشرة مساء، وعقب عودته إلى منزل أسرة الطفل الذى يقيم فيه منذ قرابة شهرين، أسرع فى سؤالهم عن «مصطفى» قبل أن يتعرض لهذا السؤال من الأسرة، فكان الجواب من والدة الطفل «مصطفى»: «من ساعة ما خرج معاك الصبح وإحنا مانعرفش عنه حاجة»، فرد المتهم عليها بقوله «مصطفى رجع من الصبح تقريباً كانت الساعة 9، وقالى أنا تعبان ومش قادر أشتغل النهارده».
المتهم: مشيت حوالى 20 متر بعد ما خلصت الجريمة ورجعت عملت المشنقة عشان أبعد الشبهة عنى
تظاهر المتهم بالحزن الشديد على فراق نجل عمه وأسرع بالبحث عنه مع والد الطفل الذى بدأ مرحلة البحث بالاتصال بأقاربه لسؤالهم عن نجله، واستمر فى البحث عنه فى محيط منزل الأسرة فى منطقة صبحى حسين لكن دون جدى، وتوجه المتهم وعمه إلى المستشفيات حتى مرت 24 ساعة على اختفاء الطفل وبعدها أسرع الأب إلى قسم شرطة بدر لتحرير محضر بالواقعة أمام المقدم أيمن طنطاوى رئيس المباحث.
72 ساعة هى مدة البحث على الطفل عاشها جميع أفراد أسرته فى حزن حتى تم الكشف عن غموض اختفائه والعثور عليه جثة هامدة لتتحول حياتهم إلى مأساة، وتكشفت الجريمة عقب تلقى رئيس المباحث بلاغاً من خفيرين بعثورهما على جثة طفل مجهول الهوية فى بداية العقد الثانى من العمر يرتدى بنطال جينز وتيشيرت أسود وموثوق بحبل بلاستيك من رقبته أعلى باب الحمام داخل حمام ببدروم أحد العقارات بإسكان محافظة القاهرة للزواج الحديث.
والد الضحية: كنت بقول على المتهم ابنى الكبير بس لو كنت مربى كلب كان حمى ابنى مش قتله
انتقل فريق أمنى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إلى مسرح الجريمة وعثر على جثة المجنى عليه بها آثار تعفن رمى كامل، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1719 لسنة 2016 إدارى بدر، وبمراجعة محضر التغيب المحرر من جانب أسرة الطفل توصل الفريق الأمنى إلى أن أوصاف الطفل المثبتة على لسان والده تنطبق مع جثته، وباستدعاء والده تعرف على الجثة، لتبدأ بعدها مرحلة البحث من الجانى بعد أن قررت نيابة القاهرة الجديدة بإشراف المستشار إبراهيم صالح المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، انتداب الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليه.
24 ساعة فقط من البحث عن الجانى وسرعان ما تحولت شكوك الفريق الأمنى الذى أشرف عليه اللواء هشام لطفى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، بأن نجل عم الطفل يقف وراء الجريمة إلى حقيقة دامغة عقب محاصرته بالأدلة خلال استجوابه داخل ديوان القسم، وبفحص صحيفة الحالة الجنائية الخاصة بالمتهم ثبت للفريق الأمنى أنه متهم فى جريمة سرقة بالإكراه فى منطقة السلام فى القضية رقم 20082 لسنة 2015 السلام أول، وأخلى سبيله بضمان مالى بعد أن تم حبسه عدة أشهر على ذمة التحقيقات.
«كنت خايف أن عمى يقتلنى أول ما يعرف أنى اغتصبت مصطفى» بهذه الكلمات بدأ القاتل فى سرد تفاصيل جريمته أمام الفريق الأمنى، قائلاً إنه تمكن من استدراج المجنى عليه إلى عمارات مهجورة خاصة بمحافظة القاهرة فى المجاورة الرابعة، واعتدى عليه جنسياً بعد شل حركته بالضرب، لكن بكاء الطفل المستمر وتهديده للمتهم بأنه سيبلغ والده اتخذه المتهم مبرراً للتخلص من الطفل بالقتل، فقبض بيديه على عنقه الضعيف حتى تأكد من سقوط المجنى عليه على الأرض جثة هامدة.
«مشيت نحو 20 متر بالتوك توك بعد ما مصطفى مات، ورجعت تانى عشان أعلق الجثة فى حبل عشان أبعد الشبهة عنى» واصل المتهم اعترافه أمام المقدم أيمن طنطاوى، رئيس المباحث، قائلاً إنه حاول إخفاء معالم الجريمة خاصة أن بصمات يديه على رقبة المجنى عليه ومن المتوقع أن تصل المباحث إليه عن طريق البصمات، فقرر أن يعلق الجثة فى شراعة الباب بعد العثور على حبل بلاستيك معه فى التوك توك فعاد إلى مسرح الجريمة ووقف قرابة 5 دقائق حتى تأكد من خلو المنطقة من المارة أو الخفراء وأسرع فى تنفيذ حيلته تلك قبل الهروب من مسرح الجريمة والتوجه إلى منطقة صبحى حسين لاستكمال عمله على التوك توك.
وعقب انتهاء عملية استجواب المتهم تحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة التى نسبت إليه تهمتى الاغتصاب والقتل العمد مع سبق الإصرار، وأعاد المتهم اعترافاته فى التحقيقات التى أشرف عليها المستشار أحمد حنفى رئيس نيابة القاهرة الجديدة، الذى قرر حبسه على ذمة التحقيقات وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.
لم يكن خبر القبض على منفذ الجريمة نقطة ضوء فى حياة أسرة المجنى عليه، التى تحولت إلى جحيم، بل أصاب جميع أفراد الأسرة بالذهول والحسرة لأن منفذ الجريمة هو الشخص الذى اعتبروه واحداً منهم، وفتحوا له قلوبهم قبل أن يفتحوا له باب المنزل عقب موت والده قبل شهرين، بحسب رواية والد الطفل فى محضر الشرطة.
«ماكنتش بفرّق بينه وبين أولادى، وجبته يعيش معايا فى بيتى بعد أبوه ما مات، بس هو طلع ندل وماطمرش فيه العيش والملح» بهذه الكلمات تحدث والد الطفل عن جزء يسير من رعايته للمتهم، قائلاً إنه لم يشك فيه إطلاقاً وأنه فوجئ بواقعة القبض عليه من جانب المباحث واعترافه بتفاصيل الجريمة.
«لو كنت مربى كلب كان أحس منه كان هيحمى ابنى مش يغتصبه ويقتله ويعلقه فى المشنقة كمان» واصل والد الطفل التحدث عن المتهم، قائلاً إنه كان يذهب معه إلى المستشفيات للبحث عن «مصطفى» وفى جميع شوارع منطقة صبحى حسين خلال مدة الاختفاء التى استمرت 72 ساعة، كما أنه كان يتظاهر بالبكاء أمام عمه حزناً على فراق مصطفى بعد الكشف عن الجريمة.