خبر ضئيل فى حجمه، لكنه مثل «الفيل» فى تأثيره، تداولته وسائل الإعلام يفيد أن «قطر» لا تنوى فى الوقت الحالى تقديم أية مساعدات مالية جديدة لمصر.. بالبلدى كده، قطر قالت للإخوان «بح.. فلوس تانى مفيش». والقرار شديد الدلالة، فى ظل ما هو معروف من أن الأمير «حمد بن خليفة» -بالإضافة إلى الرئيس أوباما- من كبار الداعمين لنظام «مرسى»، منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية وحتى جلوسه على كرسى الحكم. ويبدو أنه ممن راهنوا أن تحت «عمّة» الإخوان «شيخ»، لكن فوجئ أن تحت العمة «مرسى»!.
لقد ظل الإخوان يتاجرون علينا فى كل الظروف الصعبة، وفى اللحظات المفصلية من تاريخ حكمهم، بالمساعدات والمنح والودائع الدولارية والاستثمارات الاقتصادية التى سوف تنزل فوق رؤوسنا كـ«المطر» من دولة «قطر». ولعلك تذكر ما سبق أن ردده الشيخ يوسف القرضاوى فى خطبته بالجامع الأزهر، وهو يعظ المصريين على المنبر بالتصويت بـ«نعم» للدستور الإخوانى، عندما صرخ قائلاً: «إن رفض الدستور سيؤخّر بناء مصر، ويزيد البطالة ويعوق جذب استثمارات لمصر، من بينها 20 ملياراً من قطر». طيب يا مولانا، ها هى دولة قطر تغسل يديها من مصر ومن الإخوان!. ولست أدرى هل تفهم الجماعة مغزى وخطورة القرار القطرى أم لا؟!
قد يقول البعض إن أمير قطر كانت له أهداف ومشروعات محددة فى مصر، فالرجل الذى تتزاحم فى «سيالته» الدولارات أراد أن يستثمر فى إقليم القناة والساحل الشمالى، لكنه بدأ يتراجع عن ذلك نتيجة عدم استقرار الأوضاع فى مصر. هذا صحيح، ولكن هناك سبباً أهم يفسر لنا الموقف القطرى، ويرتبط هذا السبب بصانع القرار الأمريكى الذى تأكد له هو الآخر أن «تحت العمة مرسى»!. فالشيح «حمد» كان يدعم الإخوان تنفيذاً لتعليمات أمريكية، لكن يبدو أن مياهاً كثيرة جرت فى نهر العلاقات الإخوانية الأمريكية، خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب فشل «مرسى» الذريع فى تحقيق ولو قدر معقول من الاستقرار بعد انتخابه رئيساً لمصر، الأمر الذى دفع الإدارة الأمريكية إلى التفكير فى التخلص منه، وليس أدل على ذلك من تصريح السفيرة الأمريكية بالقاهرة الذى أكدت فيه أن أمريكا لن تقدم أية مساعدات جديدة لمصر، إلا بعد الحصول على قرض صندوق النقد الدولى، وهو التصريح الذى تزامن مع القرار القطرى بالتوقف عن منح مصر مساعدات جديدة!. من الواضح أن التعليمات صدرت لقطر بوقف دولارات دعمها لـ«مرسى» وإخوانه.. والكل يعرف أن كل مشايخ وأمراء الخليج يمسكون فى ديل الإدارة الأمريكية بـ«إيديهم وسنانهم»، فى ضوء ذلك يمكن أن نفهم قرار أمير قطر، الذى أفهمه الأمريكان أن الإخوان مروحين وواخدين مرسى فى إيديهم!.