«أكتوبـر 73» هنا صنعنا المعجزة
«أكتوبـر 73» هنا صنعنا المعجزة
تمليناك.. حين أهلَّ فوق الشاشة البيضاء
وجهك يلثم العلما وترفعه يداك
لكى يحلق فى مدار الشمس
حر الوجه مقتحما
ولكن كان هذا الوجه يظهر، ثم يستخفى
ولم ألمح سوى بسمتك الزهراء والعينين
ولم تعلن لنا الشاشة نعتاً لك أو اسما
ولكن.. كيف كان اسم هنالك يحتويك؟
وأنت فى لحظتك العظمى
تحولت إلى معنى
كمعنى الحب.. معنى الخير.. معنى النور.. معنى القدرة الأسمى
تراك.. وأنت فى ساح الخلود.. وبين ظل الله والأملاك
تراك.. وأنت تصنع آية.. وتخط تاريخا
تراك.. وأنت أقرب ما تكون إلى مدار الشمس والأفلاك
تراك ذكرتنى.. وذكرت أمثالى من الفانين والبسطاء
وكان عذابهم هو حب هذا العلم الهائم فى الأنواء
وأضحى ظلك المرسوم منبهما
رأيتك جذع جميز على ترعة
رأيتك قطعة من صخرة الأهرام منتزعة
رأيتك حائطاً من جانب القلعة
رأيتك دفقة من ماء نهر النيل
وقد وقفت على قدمين
لترفع فى المدى علما
يحلق فى مدار الشمس
«حر الوجه مبتسما»
هكذا جسَّد الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور منذ 43 عاماً صورة أول جندى مصرى رفع العلم على رمال سيناء فى أول لحظة عبور لقواتنا الباسلة إلى الضفة الأخرى من قناة السويس، لتنطلق بعدها ملحمة انتصار كبرى سيظل خالداً، محتضناً آلاف الذكريات.
«الوطن» تحتفل بالذكرى 43 لهذه المعجزة، تزور أماكن وجبهات المعارك، وتُجرى لقاءات مع الأبطال الذين أسهموا مع الشهداء فى صنعها. يشرح بعض أسرارها اللواء أركان حرب متقاعد محمود شعيب، مؤسس أول لواء مشاة أسطول فى الشرق الأوسط (المارينز المصرى) الذى شارك بقواته فى الحرب منذ اللحظات الأولى، ووصف العدو الإسرائيلى بأنه «وحش» داخل طائراته ودباباته، و«فأر» خارجها، وكيف أن روح المقاتل المصرى قهرت أعتى وأحدث المعدات بأقل الإمكانات، إنها «روح أكتوبر» التى ابتعدت كثيراً، وما أحوجنا لاسترجاعها هذه الأيام.