اللواء طيار عبدالرحيم صدقى: قمنا بـ«64 طلعة جوية» لاستطلاع مراكز العدو والجبهة
طائرة ميج 21 شاركت فى حرب أكتوبر وموجودة الآن فى بانوراما حرب أكتوبر
قال اللواء طيار عبدالرحيم صدقى إنه التحق بالكلية الجوية وفور تخرجه عمل على طائرة الجمهورية بمطار الغردقة وكان معلمه اللواء سعد الدين أبوشادى وعند حدوث نكسة 67 وقيام قوات العدو بضرب كل المطارات وتم شل حركة المطارات العسكرية، ولم تتبق إلا 30 طائرة، قمنا بتوجيه ضربات للعدو، حيث كان على طائرة الميج 19 وقائد سربه الرائد علاء بركات، قائد القوات الجوية سابقاً، فقامت 4 طائرات الساعة 4 عصراً بدخول مطار الغردقة وعليها أعلام حلف الأطلنطى ووجدنا تشكيلاً آخر محملاً بقنابل وعند مواجهته قام برميها بالبحر الأحمر وفر هارباً ثم عدنا ليلاً ونزلنا على الممر المساعد بعد تدمير الممرات الرئيسية.
قبل الحرب بأسبوع طلب منا تصوير خط الجبهة ففهمنا أن ساعة الصفر حانت.. وعاطف السادات استشهد بعد تدمير «مركز صواريخ» مطار «المليز»
فى حرب الاستنزاف طار على الطائرة ياك 11 التى كانت تمتلك قدرات عالية، موضحاً أنه فى 6 يونيو قام بنقل الطائرات، وفى حرب الاستنزاف عمل بمطار بنى سويف.
ويتابع «صدقى»: قبل حرب أكتوبر بشهر تم عمل 64 طلعة لاستطلاع جميع الأهداف المعادية من خلال تصوير المطارات «العريش والمليز ومرجم» والمواقع الصاروخية والمدفعية وتجمع السيارات للعدو، وتم نقل الصور إلى القيادة. ويضيف: «وقبلها بأسبوع طلب منا تصوير خط الجبهة ووقتها عرفنا أن ساعة الصفر حانت لاسترداد الكرامة، وفى الأول من أكتوبر طلب منا صيانة جميع الطائرات بناء على تعليمات اللواء طيار حسنى مبارك، قائد القوات الجوية آنذاك، وعلى الرغم من كل هذا لم نكن نعرف أن يوم 6 أكتوبر الساعة الواحدة و55 دقيقة سوف يقوم الطيران بتدمير كل المواقع الحصينة والدشم للعدو حتى تم قبلها بـ72 ساعة بطلب قادة الألوية وتم تسليمهم المظاريف الخاصة بالأهداف من خلال الخريطة حسب كل مدى للطائرات وخطة تنسيق السير من خلال الخريطة العامة لمراعاة الارتفاعات المعنية وطائرات الاستطلاع وراءها بدقيقتين لتصوير الأهداف التى تم تدميرها».
ويتذكر «صدقى»: «كانت مهامى فى الحرب هى تصوير نتائج الضربات للأهداف المعادية»، ومن المواقف التى تأثر بها «صدقى» كثيراً استشهاد الطيار عاطف السادات الذى استشهد بطلقة 40 ميلى فوق مطار المليز بعد تدميره راداراً ومركز قيادة صواريخ الهوك الإسرائيلية للدفاع الجوى المحيطة بالمطار لحرمان العدو من استخدامها ضد قواتنا طوال فترة الحرب، وقام باقى التشكيل بضرب وتدمير مطار المليز وإغلاقه. ويقول «صدقى»: والحق يقال إن الشهيد عاطف قام بدورتين كاملتين للتأكد من تدمير الهدف وحتى لا يمكن استخدام تلك البطاريات ضد طائراتنا المصرية، وكان معه العميد فاروق عليش، قائد أحد الألوية الجوية للمقاتلات السوخوى 7، والطيار إبراهيم المخزنجى، ويتذكر أيضاً بكثير من الألم والشجن استشهاد ملازم أول عبدالله يسرى الذى كان يتمنى الشهادة بفارغ الصبر.
وحول دور القوات الجوية فى ثغرة الدفرسوار أكد «صدقى» أنه تم اكتشافها بواسطة الرادار أثناء وجوده مع الرائد فاروق عليش فوجد نقطة سرعتها 3 ماخ. ويقول: «أدركنا خطأ بالرادار»، وبعدها يوم 16 طُلب منه أن يقوم بطلعة بمفرده لوجود مظلة دائمة الصعود والهبوط فوجد سحابة على بعد 80 متراً نظراً للحرب مع العدو، وكان هذا توفيقاً من الله لعدم رؤيته ثم عبر القناة فوجد 8 سيارات مصرية تم أسرها فى حرب 67 وخلفها 25 مدرعة مجنزرة للعدو، ما تسبب فى خداع قواتنا، وبعدها قامت طائرة أمريكية حديثة بتصوير الحد الفاصل بين الجيشين فقامت أمريكا بافتعال الثغرة ونفذها العدو.