الفن المسيحى.. إبداع تحت الوصاية
صورة أرشيفية
على مدى عقود دخلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مجال الإنتاج السينمائى، عبر الأديرة والكنائس، فى إنتاج أفلام دينية مسيحية، آخرها إنتاج فيلم تاريخى عن رهبان دير الأنبا مقار باسم «49 شهيداً» بطولة الفنان هانى رمزى، وأقيم العرض الخاص به داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورغم ذلك دخلت الكنيسة فى معارك مع العديد من الأعمال الفنية تحت شعار حماية العقيدة المسيحية واحتراماً لتقاليد المجتمع القبطى. وصايا الكنيسة على الفن المسيحى جعلتها تحتكر تاريخ الشخصيات القبطية وتحذر من إنتاج أى عملى فنى يتناول الشخصيات الكنسية أو المسيحية بعيداً عن موافقتها ومراجعتها، مثلما فعلت فى العمل الفنى الذى رُوج أنه يعد عن البابا الراحل شنودة الثالث. وترسيخاً لتلك الوصاية قررت الكنيسة عام 2003 إنشاء لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة التى يتولى رئاستها الأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس السكة الحديد بالقاهرة، التى تهدف إلى مراجعة الأعمال الفنية المسيحية نصاً وأداء، حتى صارت مع مرور الوقت سيف الرقيب الكنسى على العمل الفنى، الأمر الذى أثار رفض عدد من المفكرين والباحثين الأقباط، الذين وصفوا توجه الكنيسة بأنه تحرك عفا عليه الزمن ولا تمتلك صلاحية ذلك، رافضين تلك الوصاية وهذا الاحتكار. ورغم غزارة الإنتاج المسيحى من الأعمال الفنية فإنه تعرض فى الآونة الأخيرة لتدهور ملحوظ بسبب خسائر شركات الإنتاج المسيحى، بسبب سرقة أعمالهم على الإنترنت لدرجة مرور سنوات 2010 و2012 دون صدور أى عمل فنى جديد فيها، فى الوقت الذى صارت فيه الفضائيات المسيحية شاشات عرض لتلك الأعمال الفنية، نظراً لعدم إمكانية عرض تلك الأفلام فى دور العرض السينمائى خشية التعرض للاتهام بالتبشير.