لم يفهم الناس جيداً مغزى ولا معنى ولا مبنى ولا مرمى قانون «مضاجعة الوداع» الذى ثبت أن الإسلاميين من أعضــاء مجلس الشعب «برءاء» منــه، رغم أن الموضـوع «مفخــرة» لمن تبنى الدعوة إليـه!. أكيد عرفت بالموضوع وفهمت أن المقصود به تمكين الرجل من مضاجعة زوجته بعد أن يتوفاهـا الله لمدة ست ساعات ليسلمها بعد ذلك إلى «الحنوطى» ليقوم باللازم.
كثر «الرغى واللت والعجن» حول هذا الموضوع، وانبرى البعض وسنّ لسانه مسفهاً للفكرة (المبتكرة)، وآخرون بدأوا «يلكلكـون» فى حقوق المرأة، وهناك من أخذ من دماغنـا وبدأ يتكلم «وهات يا رغى» حول حـرمة الميت وغير ذلك من كلام يعرفه المصريون الأحياء بالحقيقة أو بالاسم!.
ألم تفكر أيها المصرى الفصيح فى أن هناك حكمة كبرى وراء هذا القانون؟
إنها حكمة بسيطة جــداً تتمثل فى حماية حق الزوجة فى ألا يتزوج الرجل عليها حتى بعد وفاتها، نعم تلك هى الحكمة الكبرى، فالرجل الذى سيضاجع زوجته الميتة لمدة ست ساعات كاملة سوف تصيبه «قرفة أبدية» من «الستات» والمضاجعة والأحياء والأموات إلى أن يلتقى بزوجتــه فى العالــم الآخـــر، وبذلك لن يطيق فكرة أن يتزوج بعد المرحومة؛ لأنه كره الصنف كله، وستظل الجثة تطارده بقية حياته فى صحوه ومنامه حتى تأتى اللحظة التى تدهمه فيه المرحومة لتخضه «الخضة» الأخيرة وتخطفه من أحلى نومة أو أجمل «استيقاظة» ليشرّف إلى جوارها فى مقام «النومة الأبدية».
الزوج المسكين الذى سيفعلها سيظل ميتاً بالحياة عازفاً عن النساء حتى تستقبله الزوجة الشبح هناك، تلك هى الحكمة.
ومن المؤسف أن الكثير من السيدات المدافعات عن حقوق المرأة لم يلتفتن إلى هذا الأمر ولم يفهمن أن من دعا إلى هذا القانون هو فاعل خير للمرأة، وليس كما تصورن يريد أن يهين المرأة، وعلى هؤلاء المدافعات ومن ينحاز إليهن من مدافعين أن يسكتوا «مدافعهم» قليلاً ويهدأوا على الآخر ويسألوا أنفسهم:
هل يحتاج الرجل الذى يريد أن يفعل هذا الأمر إلى قانون؟
بإمكان أى شخص من دعاة التمكين من المضــاجعة أن يضاجع زوجتـه لمدة سـت ساعات -بل وأكثر إذا أراد- ولا من شاف ومن درى.
المسألة لا تحتاج مطلقاً إلى قانون!. طيب واحد حيسأل: وإيه لزوم أن يوافق مجلس الشعب على «القانون».
أكيد عرفت ليه! عشان يلتزم كل الرجالة بمضاجعة زوجاتهم بعد الوفاة كى يتوبوا إلى الله ويزهدوا فى «صنف النسا» بمجمله ويكرهـــوا العيشـة واللى عايشينها، ولا يتزوج أى أحمق منهم على زوجته بعد وفاتهـا، ويعيش بقية عمره أسيراً لـ«عفريت مراته».