بروفايل| «عسكر».. رجل المهام الصعبة

لم يكن تعيين اللواء أسامة عسكر، قائداً للجيش الثالث الميدانى من فراغ، فالرجل منذ أن تقلد منصبه الجديد فى أغسطس من العام الماضى خلفاً للفريق صدقى صبحى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واجه العديد من التحديات بحنكة واقتدار، ولم يقف أداؤه عند حد التعامل مع ما يطرأ من مخاطر ومستجدات، خاصة أن الجيش الثالث مسئول عن تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس، ولكنه كان العين الحارسة لهذا الجزء الهام من الوطن، حيث توصل لمعلومات حول اندساس عناصر مسلحة للوقيعة بين الجيش الثالث وشعب السويس بارتداء زى مشابه والنزول للشارع بالسلاح الآلى.
وإزاء هذه التهديدات، قرر عسكر ارتداء قوات تـأمين السويس زياً جديداً مموهاً، حيث أكد أن القيادة العامة للقوات المسلحة وافقت على تغيير الزى فور وصول معلومات مؤكدة عن حيازة عناصر مندسة لزى الجيش الثالث وأسلحة، تخطط لافتعال مصادمات بين المتظاهرين وقوات الجيش والاحتكاك بهم لإطلاق النار لاستهداف وقوع ضحايا ومصابين، لكى يعتقد الشعب أنها من قوات الجيش.
ويحسب له تصريحه الشهير الذى أكد فيه أن كل إمكانيات الجيش تم وضعها فى تأمين القناة الخاص بنطاقها، والذى يبدأ من حدود الجيش الثانى الميدانى وحتى خليج السويس، وقال إن هناك تأميناً يشتمل على التأمين البحرى للقوات البحرية والتأمين بواسطة لنشات حرس الحدود بالإضافة إلى التأمين الشاطئى.
كما التقى قائد الجيش الثالث الميدانى، بعدد كبير من الصيادين بمحافظة السويس فى إحدى نقاط المنطقة المطلة على البحيرات المرة، وبحث معهم المشاكل التى يواجهونها، وحث قائد الصيادين على أهمية تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس؛ لأنها من مصادر الدخل الرئيسى للأسر المصرية والبلاد، وهو ما لاقى ترحيباً واستجابة من قبل الصيادين الذين تعهدوا بعدم ممارسة الصيد بالمجرى الملاحى للقناة إلا من خلال النقاط التى تسيطر عليها قوات حرس الحدود، مع الالتزام بالأماكن والتوقيتات التى تحددها القوات المسئولة عن هذه الأماكن.
وفى الوقت نفسه، دفع اللواء أسامة عسكر بتعزيزات من المدرعات والقوات إلى الطرق القريبة من شرق نفق الشهيد أحمد حمدى لتأمينه، بعد إغلاق ملثمين الطريق الأوسط بجانب الطريق المؤدى لشمال سيناء، عبر «نخل» إلى العريش.
اللواء عسكر تدرج فى جميع الوظائف القيادية بسلاح المشاة حتى وظيفة قائد فرقة، ثم رئيساً لفرع العمليات بهيئة عمليات القوات المسلحة، ثم رئيس أركان الجيش الثالث الميدانى، وهو حاصل على ماجستير العلوم العسكرية وزمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وعلى مستوى الحالة الاجتماعية، فهو متزوج وله ثلاثة أبناء، ومن مواليد محافظة الدقهلية عام 1957م، الدفعة 70 حربية.
ويأتى قرار تعيينه ضمن حركة تغيير عدد كبير من القيادات الداخلية للأسلحة والمخابرات الحربية وقادة الفرق بالجيش الثالث المسئولة عن تأمين محافظات السويس والبحر الأحمر وجنوب سيناء.