(اضربنى طلقة وخُد ثواب.. وحاسبنى قبل يوم الحساب/وإن شفت أُخت عند المقر.. السعها كَف.. حتُستتاب/ ارزعنى فتوى، خروج بمطوة.. واحموا الشريعة يا أهل الكتاب/ سمى وكوِّش، انزل ولوِّش.. ومش مهم لو مات شباب).. بتلك الكلمات عبر الشاعر «أيمن بهجت قمر» عن ضرب الناشطين والصحفيين أمام مقر الحكم (مكتب الإرشاد). لكن الشعر لا يداوى كرامة جريحة، ولا يحرر وطنا محتلا، ولا يعتقل «الأوباش» فى غيبة القانون!
فإن شئنا أن نحاسب الهمج الذين اعتدوا على النساء والرجال، لمجرد اعتراضهم على حكم المرشد بفن الجرافيتى، فلا بد أن نحاسب المرشد نفسه!!
جميعنا يعلم أن «الجماعة» تدين له بـ«السمع والطاعة»، فلا يمكن حرق مقار الصحف والأحزاب، والتهديد بفصل رأس المتظاهر عن جسده إلا بأوامر من «جلالته»!!
«جلالته» يحكم مملكة الظلم والطغيان، وهو الوصى على عرش الحكم.. بل إنه «الحاكم بأمر الله» من وجهة نظرهم.. فكيف -بالله عليك- أن تقبل قاموس البذاءة والدناءة وانعدام النخوة والرجولة من شباب جماعتك؟
لقد سبق أن دعا المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور «محمد بديع» عناصر جماعته للاستعداد: (للتضحية والاستشهاد فى سبيل إقامة «المشروع الإسلامى»، فيما وصفه بالاستعداد لأحداث متوقعة فى الذكرى الثانية لثورة ٢٥ يناير).. أى أنه أعلن الحرب على الشعب الأعزل.. وأطلق مفتيه يكفرون رموز المعارضة ويهدرون دماء المتظاهرين.. والآن يطلق بكل براءة ووداعة مبادرة لنبذ العنف!!
منتهى الاستخفاف بعقول الناس، والاستهانة بأرواحهم.. فلو أن النيابة العامة كانت تحركت واتهمت «المرشد» بالتحريض على القتل، وحققت فى تصريحاته هذه، لما تحول التحريض إلى عنف يشعل الحرب الأهلية فى البلاد. لكن «المرشد» فوق الدستور والقانون، وجماعته فوق المحاسبة هى ورفيقتها «حماس».. «القتلة» الآن يحكمون ويحددون مصير الوطن!
ويبدو أن المرشد قد أمر بتأديب الصحفيين والإعلاميين، وقصف أقلامهم ورقابهم إن أمكن.. حتى تنفذ الجماعة خطة «التمكين» فى ظل تعتيم إعلامى كامل، وغطاء من بطش الدولة البوليسية الشرسة!
وقد كان، تصدى «حرس الإرشاد» للمتظاهرين، بقيادة «مصطفى السعدوى»، الحارس الشخصى للمهندس «خيرت الشاطر»، ليعلنوا أنهم ليسوا إخوانا للمصريين.. وليسوا مسلمين.
إنهم «مرتزقة» فى خدمة دولة المرشد، أصابتهم لوثة «الضبطية القضائية»، أصبحوا فى حالة سعار سياسى، يسعون لكسر الشرطة والوقيعة بين الجيش والشعب.. لإحكام سيطرتهم على مقاليد الحكم ولو على جثث ملايين الشعب الأعزل.. فأحلام «المرشد» أوامر!!
لو كانت لرئيس الجمهورية اليد الأعلى فى حكم البلاد لناشدته: «رفقا بالقوارير»، بعد صفع الناشطة «مرفت موسى»!! ولو كان الرئيس يرى «شعبا» خارج «جماعته» لحدثته عن السحل والاعتقال العشوائى والتنكيل بالناشط «أحمد دومة».. لكن الرئيس استبدل بمؤسسة الرئاسة مكتب الإرشاد.. وسوف يسدد الثمن وحده من شرعية حكمه ومدته ومدى رضا الشعب عما يسمى «العدل فى الحكم»!!