«عبدالله» قتل ابنه بـ«كوريك» وصب على جثته خرسانة: ندمان إنى اتأخرت فى الخلاص منه
الأب القاتل
يجلس هادئاً لا يشغل باله كثيراً بمصيره، تغيب عنه الابتسامة تماماً، نظرات عينيه حادة، كأنها سكين، هكذا بدا عبدالله المتهم بقتل ابنه ودفنه فى مقبرة أسمنتية فى غرفة نومه داخل منزله، بكفر البحرى بقرية المرازيق فى البدرشين بجنوب الجيزة، ليتخلص من سوء سلوكه مع الأسرة وارتكابه أعمال سرقة وبلطجة فى المنطقة.
لم يندم عبدالله مكاوى، 50 سنة، حلاق، على قتل ابنه «أحمد» 22 سنة، عاطل، بل هو نادم على تأخره فى قرار قتله، بعدما هشم رأسه بـ«كوريك»، وقام بتقييده بجنزير ووضع لاصقاً على فمه ودفنه أسفل سرير غرفة نومه ووضع عليه كمية من الأسمنت يوم الثلاثاء من الأسبوع قبل الماضى، وترك المنزل لمدة 3 أيام هو وزوجته وابنه الأكبر حتى كشفت المباحث الجريمة.
«ابنى اللى من لحمى ودمى، ده كان جايب شومة وعايز يقتلنى، أسيبه يموتنى، قتله ودفنته.. كان يستاهل الموت».. بهدوء أعصاب، روى «عبدالله مكاوى»، تفاصيل قتل ابنه أثناء مناقشته أمام محمود حسن، مدير نيابة البدرشين، الأب يتذكر مشهد قتل نجله قائلاً: «كنت فى حالة دفاع عن نفسى، كان عايز يقتلنى، لما كنت بعاتبه علشان كسر دراع أمه، ومعرفش إيه اللى حصل، دفعنى على الأرض ومسك شومة، وأنا لقيت نفسى مسكت الجاروف وضربته على دماغه، ولقيته وقع الأرض سايح فى دمه، وبعد حوالى ساعة، قررت أتخلص من الجثة وحفرت له حفرة فى أوضة النوم ودفنته فيها ووضعت كمية من الأسمنت علشان محدش يعرف مكان الجثة، وتركت المنزل ورحت عند والد مراتى أنا وأخوه الكبير لحد ما المباحث جت وطلّعت الجثة ولما سألونى اعترفت على طول».
واستطرد المتهم قائلاً إن نجله سيئ الخلق، وهو ما جعله يتم اتهامه فى 6 قضايا سرقة، بالإضافة إلى تشاجره الدائم مع والدته وأشقائه علاوة على التشاجر معه شخصياً حينما كان يحاول ردعه عن أفعاله، واستمر الأمر حتى فوجئ الأب بعدد من أهالى القرية يشكون له سرقة نجله لهم لأكثر من مرة، وكانت الطريقة التى لجأ إليها لمنعه من تكرار أفعاله هى تقييده من يديه وقدميه بالجنازير الحديدية فى النافذة وإغلاق تلك الجنازير بأقفال حتى لا يتمكن من نزعها، إلا أنه كان يعود لشقاوته مرة أخرى حتى إنه فى إحدى مشاجراتهما المعتادة تسبب فى كسر ذراع والدته عندما دفعها أرضاً».
وصمت المتهم لحظات وتذكر يوم الجريمة عندما نشبت إحدى المشاجرات مع نجله، حاول الابن القتيل الاعتداء عليه بالضرب، وفى لحظة دفاع من الأب شاهد «كوريك» خاصاً بأعمال البناء ملقى على الأرض فتناوله وضرب نجله به على رأسه فسقط على الأرض فاقداً وعيه.
وتابع: «قمت بتقييده بالجنازير الحديدية وحفر حفرة بالأرض ودفنه بها ثم أحضرت كمية من الأسمنت وقمت ببناء ما يشبه مصطبة أسمنتية أعلى مكان دفن الجثة لإخفاء الجريمة إلا أن انتفاخها بشكل كبير وانبعاث الرائحة منها كشف الجريمة».