صدور "اتجاه المرج" لـ"علي سيد علي"
غلاف "إتجاه المرج"
أصدر الروائي المصري الشاب، علي سيد علي، روايته الثالثة "اتجاه المرج"، بعد "كشف هيئة" و"الشهير بسراييفو"، الرواية التي كشفت عن عالم لم يطرح من قبل في سياق أدبى بهذا الوضوح والاتساع، رغم سيادته على المشهد الاجتماعي في مصر منذ بداية السبعينيات وحتى الآن: عالم الأصوليين، وعاداتهم، وفسادهم الأخلاقي، وتناقضاتهم الفادحة.
في "اتجاه المرج" ينتقل "علي سيد علي" إلى منطقة أبعد في هذا السياق، بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتولي السيسي مقاليد السلطة في البلاد، حيث تدور أحداث الرواية الجديدة بين دهاليز الصحافة، المهنة التي يعمل بها الكاتب، والتي قادته إلى مغامرة خارج الحدود، ليزور العاصمة التركية إسطنبول، ويعاين حياة الإخوان في الشتات عن قرب، بعد أن سادوا المشهد السياسي في البلاد إثر تولي الجماعة الحكم لمدة عام واحد، أفاقوا بعده ليجدوا أنفسهم خارج خريطة الوطن، بعيدين عن أي معادلة بشأن المستقبل.
في تركيا، يرصد البطل مآلات الصحاب من الإسلاميين، هو الذي لا ينتمي إليهم فكريًا، ومنهم شقيقه، الذي حكم عليه بالسجن في قضية مخدرات، ويكتشف البطل كم كان هؤلاء انتهازيين في ظرف تاريخي قاسٍ، يقتضي انصرافا عن دوائر الأيديولوجيات الضيقة، لإنقاذ الوطن من الاستبداد السياسي والديني، كان مقررًا أن ينجز البطل مهمته الصحفية بإعداد تحقيق عن "إخوان تركيا"، ثم يعود إلى صحيفته، لكنه لم يفعل، حيث انصرف إلي سياحته في منازل الأدباء الأتراك الراحلين، الثوار منهم على وجه الخصوص، مثل ناظم حكمت، ليفاجأ لدى عودته بإحالته للتحقيق الإداري في جريدته بدعوى تأخره في إنجاز مهمة العمل الخارجية.
بعد العودة، نجد عالمًا آخر، وحياة جديدة، يعيشها البطل ورفاقه من شباب المثقفين، ويكشف كيف تردوا في هاوية قاتلة من الضياع، وعدم المسئولية، وفقدان الأمل في التغيير، نتيجة المآلات التي منيت بها ثورة الخامس والعشرين من يناير، هنا يعيش الشباب العلمانيون أزمة موازية أو ربما أقسى من مصير شباب الإسلاميين، الذين وجدوا في المنفى رعاية واهتماما وتدليلا لم يتوفر عليهم شباب الداخل، الذين استقر الكثير منهم في السجون، وحاول آخرون الفرار عبر بوابة الهجرة غير الشرعية، وتردى فريق ثالث في دوائر الغيبوبة والمخدرات والانتحار.
صدرت "اتجاه المرج" في القاهرة عن دار "روافد" للنشر، في 118 صفحة، بغلاف من تصميم الفنان أيمن آدم، ويهديها "علي سيد علي" لـ"المساجين"، نقطة النور الوحيدة في نهاية النفق.