سوهاج.. «100 ألف لمتر الأرض»: خبراء: «الجنيه مالوش قيمة»
أزمة فى السكن بسوهاج رغم إنشاء مدن جديدة بها
تعد محافظة سوهاج من أكبر المحافظات الطاردة للسكان، وتحتل المرتبة الثانية فى المحافظات الأكثر فقراً، بعدد سكان 5 ملايين نسمة، ورغم ذلك ارتفعت أسعار الأراضى والوحدات السكنية بالمحافظة بنسبة تفوق القاهرة والإسكندرية، حيث وصل سعر المتر فى شارع الجمهورية، الذى يقطنه المحافظ ومدير الأمن إلى 100 ألف جنيه، و10 آلاف جنيه للمتر فى الوحدات السكنية بالمناطق الأخرى.
وشهدت الأراضى الزراعية ارتفاعاً كبيراً فى أسعارها خلال الخمس سنوات الأخيرة، ووصلت الأسعار إلى الضعف، ليصل سعر قيراط الأرض فى بعض الأماكن إلى 200 ألف جنيه، وأرجع الخبراء السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار الأراضى إلى أن «الجنيه مالوش قيمة» حيث فقد قيمته السوقية خلال فترة وجيزة، مؤكدين أن أسعار الأراضى سترتفع خلال الفترة المقبلة إذا لم تتمكن الدولة من التدخل واستصلاح مساحات كبيرة فى الأراضى الصحراوية لخلق مدن جديدة.
منصور أبومصطفى، خبير تثمين أراض بالمحافظة، أكد أن الجنيه خسر بالفعل قيمته السوقية، وأسعار الأراضى كل يوم فى شأن، بسبب الارتفاع المستمر فى قيمة الدولار، ما يضطر أصحاب الأراضى إلى رفع قيمة متر الأرض مع أى ارتفاع يحدث فى الدولار، موضحاً أن أسعار الأراضى سواء السكنية أو الأراضى الزراعية ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية، وسترتفع خلال الفترة المقبلة إذا ما حدث تعويم للجنيه، موضحاً أن سعر متر الأرض فى منطقة شارع سيتى وصل إلى 60 ألف جنيه بعد أن كان سعر المتر فى تلك المنطقة 10 آلاف جنيه عام 2010، وتوقع أن يستمر ارتفاع الأسعار ليصل سعر المتر خلال العامين المقبلين فى تلك المنطقة إلى 90 ألف جنيه. وأضاف أن هناك أزمة كبيرة فى السكن داخل مدينة سوهاج، رغم إنشاء مدينة سوهاج الجديدة ومدينة أخميم الجديدة ومدينة الكوثر، لكن القاطنين فى تلك الأماكن يشكون من عدم توافر الخدمات من مدارس ومواصلات، وبالتالى أضحى السكن فى مدينة سوهاج للقادرين وأصحاب الدخول المرتفعة، مشيراً إلى أن حل مشكلة ارتفاع أسعار الأراضى، يتمثل فى توجه الحكومة بقوة نحو المناطق الصحراوية، وتوصيل المرافق والخدمات لها ومساعدة الشباب فى استصلاحها، ليتمكنوا من خلق مجتمعات جديدة، بشرط أن تكون تلك الأراضى بقيمة رمزية، لأن أغلب الشباب لا يمتلكون مبالغ مالية ليشتروا بها أراضى فى المناطق الصحراوية، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت أدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار العقارات بصفة عامة.
من جانبه أوضح أحمد فقير، أمين عام الفلاحين بسوهاج، أن أسعار الأراضى الزراعية وصلت لأرقام قياسية بسبب الزحف المستمر للكتل الخرسانية على المساحات الخضراء، مؤكداً أن السبب الرئيسى فى ارتفاع قيمة الأراضى الزراعية هو اتجاه المواطنين للبناء عليها بعد أن ضاقت عليهم المساكن التى يعيشون فيها، وأشار إلى أن حملات الإزالة للمنشآت والمبانى المخالفة ليست كافية لوقف هذا الزحف، لأن أغلب الإزالات تتم بشكل صورى، والأرض التى يتم البناء عليها لن تصلح للزراعة مرة أخرى حتى لو تمت إزالة المبنى، موضحاً أن الحل يكمن فى فرض غرامات كبيرة على المخالفين والمعتدين على الأراضى الزراعية. وأضاف أن بعض الأراضى الزراعية وصل سعر القيراط بها إلى 200 ألف جنيه، أى إن سعر الفدان اقترب من 5 ملايين جنيه، وهذه الأرقام مفزعة، ورغم ذلك نجد أشخاصاً يشترون بتلك الأسعار، لافتاً إلى أن سوهاج تبلغ مساحتها 11 ألف متر مربع، وتلك المساحة صغيرة جداً على عدد سكان الذى اقترب من 5 ملايين نسمة.