يبدو أن الشاطر لا يريد الكف عن اللعب فى مصر، يعتقد أنها لعبة يلهو ويفعل بها ما يشاء. يظن -وبعض الظن إثم- أن من حقه سحق من يريد ومهاجمة من يزعجه وشراء ضمائر ومناصب تسهل له فعله. يمارس مع المصريين ما سبق ومارسه مع أفراد جماعته التى سيطر عليها بحكم أنه مصدر التمويل وصاحب النفوذ والعلاقات فى الداخل والخارج، فأصبح نائباً ثانياً لمرشدها فى انتخابات 2004، ثم نائباً أول فى انتخابات 2010 التى أطاح فيها بمحمد حبيب والذى كان المرشح الأقرب يومها لقيادة الجماعة، وجاء بمحمد بديع بدلاً منه مرشداً عاماً. وهكذا اكتملت له السيطرة على الجماعة بعد إقصاء العديد من قياداتها وعلى رأسهم عبدالمنعم أبوالفتوح. وظن بعد خروجه من السجن العسكرى فى أعقاب ثورة يناير -عبر صفقة مع المجلس العسكرى أو بدونها- أن الأمور قد دانت له وبات فى مقدوره السيطرة على مصر كما كان يفعل مع الجماعة. يا نهار ما لوش لون!!! مخطئ أنت يا شاطر لو اعتقدت أن مصر مثل جماعتك، وأن سيطرتك عليها ممكنة باستخدام أساليبك التى اعتدتها مع المحيطين بك، سواء كانوا أعداءً أو أحباباً. ورغم ذلك أجدنى مذعورة مما تم نشره من معلومات عن الضباط الثلاثة وأمين الشرطة، المختطفين من سيناء منذ فبراير 2011، وكيف أنهم محتجزون حالياً لدى حركة حماس فى أحد سجون قطاع غزة المشيدة تحت الأرض!!! وكيف أن أحد الخاطفين شخص مقرب للشاطر الذى قال لخالد مشعل حسب تفاصيل الخبر المنشور بعد إفراج تابعه فى قصر الرئاسة -محمد مرسى- عن أبوعمر الليبى القيادى بتنظيم القاعدة فى أغسطس الماضى، ومن دون أى محاكمة، «خليهم دلوقت ما حدش عارف بكرة فيه إيه»!!! يا مصيبتى..
وبعيداً عن رأيى فى مولاهم الشاطر، أو رأى من رافقوه فى الجماعة فيه وفى أساليبه المتنوعة التى لا يمل عن استخدامها فى تحقيق أهدافه -الشرعى منها وغير الشرعى- أجدنا أمام معلومات تضاف لما سبق نشره عن الرجل فى الشهور الأخيرة. بدءاً من استيراد شحنات السلاح المريعة وملابس الشرطة والجيش، وانتهاءً بتمويل جماعات السحل والقتل النفسى والمعنوى للمعارضين. فأتعجب من صمت أجهزة الدولة السيادية «جيش، مخابرات، داخلية، وخارجية» على كل ما سبق وكأن الأخبار تتحدث عن شاطر نانسى عجرم لا شاطر الجماعة! وكأنه ليس من حق المصريين معرفة الحقيقة سواء كانت تكذيباً أو إثباتاً. فأتساءل هل باتت مصلحة الجماعة وأمنها أهم من أمن مصر ومصالحها؟ وهل ضاعت نخوتنا بعد تفرق دم خبرائنا فى شئون تلك الجماعة واختفائهم؟
أذكر أن أول تعليق لى على فوز محمد مرسى بانتخابات الرئاسة، وكنت وقتها ضيفة فى أحد برامج قناة «النهار»، أن قلت إن على الجماعة أن تدرك أن مصر دولة وليست نواة أمة. وأكدت أن فكر الإخوان لن يعترف بمعنى دولة وأنهم سيسعون بالتدريج للعمل على إسقاط هذا المبدأ عبر تنظيمهم الدولى ومساعديهم فى الدول المحيطة بنا لتحقيق فكرة الخلافة فى دويلات مهلهلة. ولذا لم أتعجب من كذب مشروع النهضة لأنى لم أصدقه منذ البداية، فالهدف يا سادة هو التمكين لا النهضة. وكذلك لم أندهش من الباب المفتوح لحماس وقادتها إلى حد الاجتماع بهم فى مكتب الإرشاد وكأن مؤسسات الخارجية والمخابرات قد تم دفنها فى مصر، فالتفتيت جارٍ على قدم وساق، ولا أى اندهاشة..ولكن وصل الأمر اليوم لمرحلة لا يمكن السكوت عليها وبات على الأجهزة السيادية المعنية أن تخرج وتصرح لنا بمدى صحة المعلومات المطروحة، فتؤكد لنا إثباتاً أو نفياً -عبر تحقيق مع هذا الشاطر- ما تردد من أخبار عبر شهور مضت. فإما أن يخرج بريئاً وإما يتحتم عليكم محاكمته إن كان ما زال لدينا دم حر يجرى فى العروق.