بالصور| استعمار الزهرة.. العيش بين سُحُب "توأم الأرض الشرير"
كوكب الزهرة
عند الحديث عن إنشاء مستوطنات في الفضاء، يتبادر إلى الأذهان كوكب المريخ، الذي أضحى هدفًا مباشرًا لـ"ناسا" و"سبيس إكس"، فيما يظل عدد من العلماء يعتقدون أن كوكب الزهرة "توأم الأرض الشرير" أولى بالاهتمام وإنشاء المستوطنات من شقيقه المريخ.
يعتقد العلماء أن كوكب الزهرة كان مأهولًا يومًا ما، وكان شديد الشبه بكوكب الأرض، وما يؤهله إلى استقبال مستعمرات للبشر، رغم أن سطحه غير قابل للحياة بسبب ارتفاع درجات الحرارة عليه، هو قربه من الأرض بحوالي نصف المسافة، بين الأرض والمريخ بمقدار 14 مليون كيلومتر.
كما أن كوكب الزهرة أقرب إلى الشمس، من شقيقه المريخ، وهو ما يعني أنه سيوفر طاقة شمسية بمقدار أربعة أضعاف من تلك المتوفرة على المريخ، كما أن غلافه الخارجي السميك يوفر حماية أفضل ضد أشعة الشمس الضارة، والانبعاثات الكونية.
وتتماثل أيضاً جاذبية الزهرة والجاذبية الأرضية بشكل أكبر من المريخ، ما يعني أن المستعمرين سيختبرون الأمر بشكل أقل تأثيرا على عظامهم، كما أن تكلفة الذهاب إلى الزهرة ستكون أرخص من السفر إلى المريخ، نظرًا لقرب المسافة.
وخطة علماء ناسا لاستعمار كوكب الزهرة، تبدو أبسط من تلك الخطة الموضوعة لاستعمار المريخ، ففي البداية سيتم إرسال طاقم في سفينة صغيرة للعيش لمدة شهر في الغلاف الجوي للكوكب، وفي المرحلة ما قبل النهائية، ثم مرة أخرى إرسال فريق صغير يعيش لمدة عام في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، ليقوموا ببناء مدينة دائمة ومكتفية ذاتية في سحب هذا الكوكب.
وعن كيفية بناء هذه المدن في السحب، فستكون على عدة مراحل حيث سيتم إرسال سفينة عائمة إلى الغلاف الجوي، عليها أن تنشر مظلة لإبطاء هبوطها، من ثم تضخيمها بالهيليوم لتعوم، ثم انضمام الطاقم إليها لتسويتها.
وبفضل الغلاف الجوي الكثيف لكوكب الزهرة، سيحمي المدن في السحب من الإشعاع الكوني، بالإضافة إلى أن أغلبية التقنيات والمواد التي يحتاجها HAVOC موجودة بالفعل.
وبالرغم من زيارة عدد كبير المسابر الفضائية للزهرة حتى الآن، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف الكثير من أسرار هذا الكوكب، أحد أهم هذه الأسرار هو كيفية عمل نظام السحب، أو الدور الذي يلعبه نظام الاحتباس الحراري هناك، أو فيما إذا كانت هناك دورة لثنائي أوكسيد الكربون أو حمض الكبريت في الغلاف الجوي، أو فيما إذا كانت هناك فعالية زلزالية، أو لماذا تبدي بعض المناطق انعكاساً ساطعاً على الصور الرادارية، وهو الأمر الذي قد يبدو محبطًا للمتحمسين إلى مشروع استعمار الزهرة.