الفضيحة السياسية هى أن ترفع شعار «الديمقراطية» ثم تصدر إعلاناً دستورياً يمنح رئيس الجمهورية سلطات شبه إلهية، وهذا ما فعله الدكتور «محمد مرسى»!!. الفضائح ليست من صنع الإعلاميين، بل من صنع نظام مكتب الإرشاد.. ولكن لم لا يكون الإعلام قرباناً لأنصار النظام وحاشيته!.
لكن الفضيحة العظمى أن نظام الإخوان بكل ما لديه من دستور «تفصيل» وترسانة قوانين مقيدة للحريات، ورغم ممارساته الفاشية وجبروت ميليشياته التى تنشر الحرب الأهلية فى مصر.. هذا النظام بكل أخطائه سقط بالضربة القاضية أمام الدكتور «باسم يوسف»!.
وبالتالى أصبح «باسم» متهماً بازدراء الأديان وإهانة الرئيس.. وكل ما يلى ذلك من تهم: «تكدير السلم العام وإشاعة أخبار مغرضة وكاذبة، وإثارة الفتن».. وهى تهم تلاحق الآن حوالى 50% من الصحفيين والإعلاميين. وإذا كنت متهماً، فتش عن القانون إنه طوق النجاة، لكن ماذا تفعل إذا كان وجود النائب العام نفسه فى موقعه «باطلاً» بحكم محكمة الاستئناف؟؟.. ماذا تفعل لو كنت تحاكم فى «دعاوى حسبة» لا بد أن يقتصر تحريكها قانوناً على النيابة العامة وحدها.. بينما كافة القضايا المرفوعة ضد الصحفيين والإعلاميين من أفراد أو أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين وحزبها.. باستثناء بلاغ من رئاسة الجمهورية وآخر من وزير العدل.. إنها معركة حياة أو موت لنظام مهترئ.. فلا بد من مصادرة حرية التعبير.. ولو بفضائح قانونية!.
فكيف يتسنى للرئيس وجماعته أخونة المخابرات والداخلية واعتقال النشطاء السياسيين وتفصيل القوانين إذا كان الإعلام «يفضحهم» ويكشفهم للرأى العام؟؟. لقد صدر حكم «الإعدام»، وعُلقت المشانق، وليكن «باسم يوسف» على أول مشنقة.. فتلقت قناة «cbc» إنذاراً بالإغلاق وسحب الترخيص (فى حالة استمرار عرض البرنامج بنفس سياسته الحالية دون تغيير).. ربما ترتجف الأقلام وتغمض الكاميرات عينها بينما تقتل ميليشيات الإخوان شبابنا.. إنها بالفعل «فضيحة مدوية»!!.
المتحدثة باسم «الخارجية» الأمركية «فيكتوريا نولاند» أعربت عن قلق «الخارجية» الأمريكية من التحقيق مع «باسم يوسف»، واستنكرت التحقيق معه رغم تباطؤ الحكومة المصرية فى التحقيق فى الاعتداءات على المتظاهرين خارج قصر الرئاسة، وعدم التحقيق فى الوحشية المفرطة من جانب الشرطة.. وقالت «نولاند»: «لذلك لا يبدو أن هناك تطبيقاً متوازناً للعدالة فى هذا الصدد»!!.
حزب «الحرية والعدالة» تحفظ على «التدخل السافر فى الشأن الداخلى المصرى»، واعتبر تصريحات «نولاند» (رعاية من أمريكا لازدراء الشعائر الدينية من قِبل بعض الإعلاميين).. وكأن «أبوإسلام» الذى حرق الإنجيل، وما زال يحتل الشاشة، لم يزدرِ المسيحية!!.
أليست فضيحة أن يجتمع «حازم صلاح أبوإسماعيل» راعى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى مع وزير الإعلام؟؟.. أليست فضيحة أن وزير الإعلام ما زال يقول إن تقييد حرية الإعلام «محض افتراء».. إنه زمن الفضائح.
وبعدما أصبحت فضائحنا «عالمية» يقول الإعلامى الساخر «جون ستيوارت» للرئيس «مرسى»: «حينما تصبح قوياً بالفعل، لن تكون مضطراً للتعامل بسطحية»!!