رئيس «هيئة الاستشعار»: اكتشاف مياه جوفية أسفل 5 محافظات صالحة لزراعة 7 ملايين فدان
الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة وأستاذ الأراضى والمياه بالهيئة القومية للاستشعار عن بُعد
كشف الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة وأستاذ الأراضى والمياه بالهيئة القومية للاستشعار عن بُعد، توصل دراسة حديثة للهيئة لاكتشاف مياه جوفية أسفل الدلتا القديمة على مساحة 16 مليون فدان، أسفل 5 محافظات، هى: «القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والبحيرة، ومطروح»، لافتاً إلى أنه سيتم تسليم نتائج الدراسة للجهات المسئولة خلال 3 أشهر.
«النهرى» لـ«الوطن»: البئر الجوفية فى مطروح تبعد 100 كيلومتر عن موقع «الضبعة النووية»
وأضاف «النهرى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن المخزون الجوفى يمكن استغلاله فى زراعة 7 ملايين فدان، خاصة أن الدراسة تشير إلى أن ملوحة المياه بالمخزون الجوفى قريبة من ملوحة مياه نهر النيل، مشيراً إلى أن مخزون المياه فى محافظة مطروح يبعد نحو 100 كيلومتر عن موقع إنشاء المحطة النووية الأولى بـ«الضبعة»، موضحاً أن الدراسة توصلت الشهر الماضى لبدء بعض المواطنين من واضعى اليد فى حفر آبار من المخزون الجوفى، ونوعية المياه بها عذبة، ما يتطلب زيادة اهتمام الدولة بحفر آبار استكشافية غرباً، خاصة أن باحثى الدراسة وجدوا غابات متحجرة بكثافة فى منطقة الدلتا القديمة، ما يعنى وجود زراعات قديمة بهذه المنطقة كانت تعتمد على مياه الآبار الجوفية. ولفت نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة إلى أن المياه بالمخزون الجوفى المكتشف على عمق يتراوح من 50 إلى 160 على وجه المياه، وسمك الخزان لا يقل عن 50 متراً، كما أن نوعية التربة «ممتازة»، بحسب وصفه، موضحاً أن دراسات هيئة الاستشعار عن بُعد رصدت منذ سنوات خزاناً أسفل الدلتا القديمة، إلا أن الباحثين لم يستطيعوا الوصول إلى تحديد لمساحة الخزان الجوفى، نظراً لوعورة الصحراء الغربية حتى إنشاء الطريق الجديد «محور روض الفرج - الضبعة»، الذى ساهم الأخير فى وصول الباحثين للصحراء واكتشاف مساحات الآبار. وقال «النهرى»، إن «الألمان أول من اكتشف أنهار الصحراء الغربية»، لافتاً إلى أن دراسات الهيئة بدأت فى عمل حقلى مكثف لاستكمال هذه الدراسات للتعرف على جودة التربة والمياه أسفل الدلتا القديمة، بدءاً باستخدام الصور الرادارية منذ عام 2005، محذراً من التوسع فى إنشاء آبار بالمنطقة من خلال واضعى اليد بعد رصد ما يقرب من 25 بئراً، مطالباً بضرورة سرعة تدخل الدولة لتقنين حفر الآبار بهذه المنطقة، خاصة الآبار الاستكشافية بإنشاء بئر كل 10 كيلو بعمق 200 متر، وهى آبار غير مكلفة، بدلاً من الحفر العشوائى لها، بجانب وضع عدادات على الآبار لحساب كمية المياه الناتجة منها للمساعدة فى عمل تركيب محصولى مستدام بالمنطقة.
وفيما يتعلق بالفترة الزمنية لاستخدام البئر للزراعة، أوضح «النهرى» أن وادى النطرون يستفيد حالياً من مخزون الدلتا القديمة، ويمتد عمر الزراعات المعتمدة على الآبار بالمنطقة لنحو 40 عاماً، أى أنه يمكن زراعة ما يقرب من 7 ملايين فدان معتمدة على المياه الجوفية للدلتا القديمة لمدة لا تقل عن 50 عاماً، كما أن المخزون الجوفى بالمنطقة المكتشفة يغذى من خلال الأمطار السنوية للجزء العلوى، بينما يغذى الجزء السفلى من خلال المجارى المائية القديمة المضمورة تحت الأرض.
ونبَّه «النهرى» إلى أن التربة الزراعية فى منطقة الدلتا القديمة يمكنها إنتاج تركيب محصولى مستدام، وأن المنطقة واعدة، بحسب وصفه، لتصدير جميع أنواع المحاصيل الزراعية، خاصة أن الأرض غير ملوثة، وأن هناك زراعات حالياً بالمنطقة لواضعى اليد.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن خلال الفترة الماضية عن خطة لاستصلاح 4 ملايين فدان من خلال مجموعة من المراحل، بدأت الدولة فى تدشين المرحلة الأولى منها باستصلاح مليون ونصف المليون فدان، وتوفير المياه للازمة لرى الزراعات، من أهم شواغل صانعى القرار فى هذا الملف، لضمان استمرارية الزراعات، فى الوقت الذى تعانى منه المنطقة من الشح المائى، والتحذيرات التى يطلقها البعض من خبراء الموارد المائية بتناقص حصة مصر من مياه نهر النيل فى حال إنشاء سد النهضة الإثيوبى.