يريد الإخوان ومن يرتدون عباءتهم أن نصدّق أنهم غاضبون لقرار إخلاء سبيل «المخلوع» فى قضية قتل شهداء ثورة 25 يناير. كالعادة الجماعة ورئيسها وحزبها ودلاديلها يظنون أن المصريين بـ«ريالة»، وأن بإمكانهم الاعتماد على أنهم مجموعة من المغفلين، سوف يصدّقون أن الجماعة تريد فعلاً الثأر من قتلة الثوار، وأن رجالها لا ينامون الليل من أجل تدبير الأمر ليتم القصاص من السفاحين الذين ذبحوا شبابنا بدم بارد. ما أكثر ما يراهن الإخوان على أن المصريين جماعة من المغفلين، مثقوبى الذاكرة، يمكن الضحك عليهم بمنتهى السهولة.. والله وحده يعلم من هو «المغفّل» الحقيقى!
هل تذكرون غضبة الشعب يوم الحكم على مبارك بالمؤبد، وخروج المرشح الرئاسى «محمد مرسى» علينا واعداً إيانا بتقديم أدلة جديدة تدين «المخلوع»، بعد أن تم طمس أدلة إدانته بيد رجال «العادلى» بالداخلية؟ هل تذكرون «مرسى» الرئيس وهو يخطب فى «التحرير» مردداً أغلظ الأيمان، ومؤكداً أن دم الشهداء لن يضيع هدراً وأنه فى رقبته شخصياً. لم أصدق «مرسى» يومها، رغم غضب الكثيرين منى، كما لم أصدق يوماً أى وعد بذله الإخوان للثأر من جرائم «المخلوع» ضد هذا الشعب، خصوصاً قتل الثوار.
كيف أصدّق ذلك وكل الشواهد تدل على أن ثمة دورا للجماعة فى تصفية الثورة منذ الأيام الأولى لاندلاعها. أليس هؤلاء هم من جلسوا مع عمر سليمان؟ أليس هؤلاء هم من بادروا إلى الانسحاب من الميدان بعد يوم 11 فبراير؟ أليس هؤلاء هم من تركوا الثوار يُقتلون ويُذبحون فى ماسبيرو وقصر العينى ومحمد محمود خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر 2011؟ لماذا نتجاهل ما نشرته إحدى الصحف من قيام الدكتور محمد بديع، المرشد العام، ونائبه خيرت الشاطر، بزيارة مبارك أثناء احتجازه بالمركز الطبى العالمى. لقد نفت الجماعة الخبر وقدمت بلاغاً للنائب العام -منذ أكثر من عام ونصف العام- تتهم فيه الصحيفة بنشر أخبار كاذبة، ورغم أن الرئيس رئيسهم، والنائب العام نائبهم، والبلد بلدهم، فإننا لم نسمع أى خبر يتعلق بالبت فى هذا الموضوع حتى الآن.. تفتكر ليه؟!
ثم أين تقرير لجنة تقصى الحقائق التى شكّلها الرئيس مرسى بعد توليه السلطة؟ لقد قدمت اللجنة تقريرها منذ شهر يناير الماضى، ومع ذلك لم يفرج عنه الرئيس حتى الآن، ولم يعلن للمصريين تفاصيل ما جاء فيه، لقد نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أجزاء منه تسربت إليها، فقوبل ذلك بنفى غاضب من المسئولين.. طيب قولولنا انتم ما جاء فيه. طبعاً لن يحدث، فأى دليل يظهر على إدانة المخلوع أو رجاله سيتم طمسه، وسوف يفوز بالبراءة فى النقض لعدم وجود أدلة، هل أزيدك من الشعر بيتا؟ وحتى لو «طسّه» القاضى حكما، فإن الجماعة ورئيسها سوف يصدرون قراراً بالعفو عنه.. واسألوا «مكى»!