نجل الشهيدة جيهان: «كلمتنى قبل الحادث قالت لى عاوزة أصبّح عليك.. وكانت بتحلم بفرحى»
الشهيدة جيهان ألبير
«علينا أن نفرح لهذه السيدة الفاضلة، ونطلق الزغاريد بدلاً من التعبير عن الحزن بالعبارات المعهودة لأنها الآن فى الملكوت»، عبارة قالها أحد وعاظ مطرانية الجيزة، أثناء تأدية واجب العزاء فى السيدة جيهان ألبير، التى استشهدت فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية يوم الأحد الماضى، العزاء الذى أقيم فى قاعة المناسبات التابعة لكنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة الظاهر بالقاهرة، حضره العشرات من المعزين من المسلمين والمسيحيين، فى الجانب الأيمن من القاعة جلس الكثير من السيدات المتشحات بالسواد وانخرط الكثيرات منهن فى البكاء الحار على الفقيدة التى وصفها بعض أفراد أسرتها وجيرانها بأنها كنت مثالاً للخلق الطيب والطيبة. عادل، مهندس مدنى، نجل الشهيدة الأكبر، تبدو على ملامحه علامات الحزن الشديد، نبرة صوته متهدجة من شدة الصدمة، يقول: «آخر مرة كلمت فيها والدتى كانت قبل وقوع الحادث بساعتين، اتصلت علىّ وأنا فى الشغل قبل ما تنزل من البيت هى ووالدى، وصبحت علىّ وقالت أنا رايحة الكنيسة أصلى، إحنا بنروح الكنيسة مرة كل أسبوع، إحنا متعودين نروح يوم الجمعة، عشان يوم إجازتى، لكن ما رحناش وهى قررت تروح هى ووالدى يوم الأحد».
شقيقها: «كانت محبوبة من الجميع وما شفتش حد فى طيبتها وحنيتها»
يضيف نجل الشهيدة قائلاً: «والدى اتصل بىّ وهو فى الكنيسة وقال لى والدتك تعيش انت، سبت الشغل على طول وطلعت على مستشفى الدمرداش، ولما وصلت لقيت أبويا هناك ومنهار جداً من الصدمة، آخر حاجة كان ممكن نفكر فيها حدوث هذا التفجير فى قلب كنيسة الناس بتتعبد فيها لربنا، وفيه ستات وأطفال تموت فى الحادثة». يتابع عادل قائلاً: «أمى كانت منتظرة يوم فرحى فى شهر يوليو المقبل، لأننا كنا بنجهّز الشقة اللى هتجور فيها، كان نفسها تفرح بىّ الصراحة وبتقول لى فرحتك هى الفرحة الكبيرة، وهى كانت منتظرة اليوم ده من زمان لكن هى الآن فرحانة أكتر من فرحى لأنها ماتت شهيدة». جمال ألبير، مدقق حسابات بإحدى الهيئات الحكومية، وشقيق الشهيدة جيهان، يقول بصوت منخفض وحزين: «الفقيدة من مواليد 1961، وربة منزل، ست فى حالها عمرها مرة ما ضايقت حد ولا أذت حد، حنية الدنيا كلها كانت فيها، هى أم لـ3 أبناء، بنت متزوجة، وابن آخر كان يستعد لإقامة حفل زواجه بعد عدة أشهر، والثالث طالب فى المرحلة الجامعية».
يضيف شقيق الشهيدة قائلاً: «أختى كانت متعودة تروح تصلى فى الكنيسة البطرسية من 30 سنة، وعمرها ما توقعت يوم يحصل اللى حصل وإنها تموت بهذه الطريقة فى هذه الكنيسة الحبيبة، أنا عرفت بخبر الانفجار من التليفزيون، اتصلت على رقمها لقيته مغلق، كلمت ابنها قال لى يا خالو ماما تعيش انت، كل حلم جيهان إنها تجوز ولادها وتفرح بيهم، أحلامها بسيطة جداً، زى حياتها، فرح ابنها الكبير كان المفروض يكون بعد 7 شهور وهما بيجهزوا له من فترة، وكانت بتقول دايماً على فرح ابنها الكبير إن ده فرحتها الكبيرة، لكنها للأسف توفيت قبل ما تفرح بابنها وتشوف اليوم اللى كانت منتظراه وعايشه عشانه».
أما ابن شقيقها، «مايكل جمال ألبير»، فيقول بنبرة منخفضة ممزوجة بالحزن: «عمتى كانت طيبة وحنينة جداً، وكانت محبوبة من كل الناس، أهلها وجيرانها فى العمارة، حتى البقالين وبتوع الخضار اللى فى الشارع كانوا بيحترموها وبيحبوها، عمتى أحسن واحدة ممكن تشوفها فى حياتك من كتر حنيتها علينا، كانت دايماً شايلة همنا وتُعتبر هى اللى مربيانا».