مصريون فى حيرة: بين «سرعة الضبط» و«التحقيقات اتأخرت ليه؟»
الدكتور سعيد صادق
حيرة شديدة يقع فيها الكثيرون مع كل حادث حيرة شديدة يقع فيها الكثيرون مع كل حادث إرهابى، فما بين رغبة فى عدالة ناجزة تقتص للضحايا وتشفى قلوب ذويهم، وما بين رهبة من اتهام أبرياء فى قضايا لا ذنب لهم فيها بسبب سرعة الإجراءات، تبدأ حالة من التشكيك المستمر، فإذا تأخرت التحقيقات والتحريات علت الأصوات الغاضبة من بطء العدالة، وإذا ظهرت الأسماء والمعلومات الأولية سريعاً تبدأ سلسلة من الأسئلة المتشككة تحت شعار «إزاى بالسرعة دى؟». بدا الأمر واضحاً للغاية مع حادث الكنيسة البطرسية الأخيرة، فالنيران التى التهمت قلوب الملايين جراء المشهد الدامى دفعتهم للحديث فى حينها عن المحاكمات العسكرية، وتعديل قانون الإجراءات الجنائية وضرورة تدخل مجلس النواب عاجلاً لتعديل القوانين، وترددت تساؤلات كثيرة حول تفاصيل الحادث الإرهابى والجهة المسئولة والمنفذين، لكن ظهور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اليوم التالى مباشرة حاملاً أسماء الجناة وتفاصيل عن التفجير، لم يشف غليلاً بقدر ما فتح الباب واسعاً أمام عدد من الأسئلة الجديدة التى حملت قدراً كبيراً من التشكيك «لحقوا يوصلوا للمعلومات إمتى، وإزاى؟ وتحليل الـDNA هيخرج إمتى؟»، «إزاى قبضوا عليه فى 2014 وسابوه؟».
تساؤلات وتشكك فى الحالتين.. و«صادق»: الحوادث السابقة وراء الحالة
حيرة لها ما يبررها بحسب الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماعى السياسى، الذى عدد بعض الأسباب وراءها، دون اتهام أصحابها باتهامات من نوعية العمالة أو الخيانة أو الانتماء لجماعات محظورة، مشيراً إلى أن عدداً من الوقائع السابقة هو الذى يحدث هذا التشكك، من عينة تضارب تقارير مصلحة الطب الشرعى بشأن واقعة خالد سعيد قبل ثورة 25 يناير وبعدها، والتخبط الذى اعترى الأجهزة الأمنية مع حادث مقتل «ريجينى»، فضلاً عن المعلومات الضعيفة والمتناثرة فى كل من حوادث الطائرتين المصرية والروسية، ما جعل الحيرة بشأن منفذى العملية الأخيرة أمراً وارداً بحسب «صادق».
الأزمة فى الأساس تتحملها وزارة الداخلية التى تتمتع برصيد سيئ فى وقائع سابقة، «المعلومات المبتورة تدفع الناس لاستكمالها على طريقتهم، إما بمزيد من الأسئلة أو بالتشكيك فيها، وهذا حدث كثيراً» يتحدث أستاذ علم الاجتماع السياسى، مشيراً إلى أن تلك الطريقة القاصرة فى التعامل من جانب وزارة الداخلية يجعلها عادة فى موقف المدافع عن نفسه أمام الجمهور الذى يمتلك دائماً أسئلة منطقية وبسيطة لا يجيب عنها المسئولون عادة.