أو قل خبرين: خبر مهم، وخبر أهم، ويرتبط الخبران بالشيخ «حازم صلاح أبوإسماعيل». الخبر المهم يتحدد فى الاقتراح الخطير الذى طنطن به «الشيخ» فى أحد اللقاءات التليفزيونية، ويتمثل فى ضم قطاع «غزة» إلى مصر.. أى والله قال ذلك، بل وتساءل: ما المانع فى ذلك، فقطاع غزة لا يزيد سكانه عن سكان حى شبرا، فما الضير فى ضمه إلى مصر، وشمول أهله برعايتها؟ وكله بالطبع فى إطار «الأخوة الإسلامية». ولو أن مصر فعلت ذلك وقدمت القدوة، فقد تدفع دولة مثل الأردن إلى ضم الضفة الغربية إليها. ها هو الشيخ يحل أخيراً المشكلة الفلسطينية التى دوخت مصر والعرب والعالم منذ عام 1948 وحتى الآن.. وكل عام وأنتم بخير.
يبدو أن الشيخ ينسى -كما علق البعض- أن الاقتراح الألمعى اللوذعى الذى يقدمه هو ذات الاقتراح الذى ظلت إسرائيل تقدمه للعرب كحل للمشكلة الفلسطينية، طيلة العقود الماضية، لكن أحداً لم يرض به سواء من المصريين أو العرب أو المسلمين، لا لشىء إلا لأنه سوف يؤدى إلى محو فلسطين من فوق خريطة الوجود. فماذا يعنى ضم قطاع غزة إلى مصر، والضفة الغربية إلى الأردن، سوى انتهاء دولة فلسطين؟، وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل، وذلك ما سوف ينهى القضية الفلسطينية إلى الأبد، ليخرج رئيس إسرائيل ورئيس وزرائها ويعلنا للعالم أن الفلسطينيين «بخ» وأن القضية الفلسطينية «بح»، وأن الفضل فى ذلك يعود إلى عقل الشيخ «حازم» الذى نام وقام فخرج علينا بهذا الحل النورانى!. ولست أدرى كيف غفلت الصحف المصرية عن هذا الخبر فلم تصدّر به صفحاتها الأولى. فهل هناك خبر يطاول فى أهميته أن يقوم رجل بضخامة عقل «الشيخ» بحل تلك القضية التى استعصت على العالمين سنين طويلة؟!
أما الخبر الأهم والمتعلق أيضاً بالشيخ، فملخصه أن «حازم صلاح أبوإسماعيل» كان من الممكن جداً أن يصبح رئيساً لمصر، لولا أن الأوراق أثبتت أنه «ابن أمريكية». ولعلك تذكر المسيرات الضخمة التى خرجت لتأييده، عندما أعلن ترشحه للرئاسة، ومؤكد أنك تتذكر أيضاً صوره التى تم رشقها على حيطان المساجد، والنوادى، ومحطات الأتوبيس، ومواقف الميكروباص، وفى مدخل البيت الذى تسكن فيه، لقد كانت صوره تطاردنا فى صحونا ومنامنا. فمؤيدوه كثر، وواضح أنه كان قادراً على تمويل حملة مهولة، كانت كفيلة بالوصول به إلى مقعد الرئاسة.. تخيل أن الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل هو رئيس الجمهورية الآن، وفكر معى: ماذا سيكون مصير القضية الفلسطينية، ودماغ «الشيخ» ترعى فيها مثل هذه الأفكار التى لا يرددها طفل درس كتب التاريخ فى المرحلة الابتدائية؟
برافو يا شيخ «حازم».. لقد تفوقت كثيراً على «أدون عريان»!