«بيتر رامز».. الطريق إلى كابينة التعليق بدأ بـ«صدفة»
بيتر رامز
«بسم الله الرحمن الرحيم.. بيتر رامز يحييكم ويسعد بصحبتكم لنقل ومتابعة البث الحى والمباشر لمباراة.. »، كلمات استغربها المعلق الشاب نفسه، قبل أن يستغربها عليه الجمهور والمتابعون له، فصار يحدث نفسه، «هو ده بجد»، منذ أن وعت عيناه على الدنيا، لم يشاهد أو يسمع عن معلق رياضى «مسيحى»، إلا أن المصادفة وحدها هى من قادته إلى كابينة التعليق الرياضى، ليطل على الجمهور من إحدى الشاشات العربية.
«بيتر»، الذى لم يتجاوز عامه الـ26 بعد، حياته مليئة بالمفارقات والمواقف غير المألوفة، فسافر بعد أن تخرج فى كلية الآداب قسم الفلسفة إلى الإمارات، حيث أتيحت له وظيفة فى أحد البنوك هناك، «خريج آداب فلسفة وشغال فى بنك إزاى، ده اللى زمايلى كلهم مستغربينه، وأنا نفسى مستغربه، بس هو توفيق من عند ربنا»، رغم اللغة الساخرة، وخفة الظل التى يتمتع بها «بيتر»، إلا أن قدرته الجيدة على التواصل والإقناع، وامتلاكه بعضاً من الأدوات المناسبة للوظيفة، هى من جعلته يوجد بين موظفى خدمة العملاء داخل البنك، ورغم عمل الشاب العشرينى بـ«البنك»، إلا أن مشاهدة ومتابعة المنافسات الرياضية والألعاب الجماعية، خاصة كرة القدم، كانت هوايته الأولى، التى يشبع فيها موهبته فى التعليق على المباريات، حتى تقوده تلك الموهبة بالصدفة، ودون أن يرتب لها إلى داخل كابينة التعليق فى قناة «أبوظبى الرياضية»، «أخويا شغال فى مدينة أبوظبى الإعلامية مهندس بث فضائى، وفى يوم كانت تصفيات كرة المؤهلة لأولمبياد ريودى جانيرو، والمعلق الأساسى اعتذر، والاحتياطى بتاعه ماكنش موجود، وباقى ساعة على الماتش ولازم يتذاع هوا، اتصل بيا قالى تعالى دلوقت، هتعلق على ماتش كرة يد».
ظن المعلق الشاب أن ما حدث مجرد إنقاذ موقف، ليفاجأ بعد أقل من أسبوع، بـ«إيميل» من القناة بجدول مباريات تصفيات الكرة الطائرة المؤهلة للأولمبياد، وأنه مطلوب للتعليق عليها. يرى «بيتر» أنه كان من المستحيل عليه الحصول على فرصة التعليق داخل مصر، ليس فقط لندرة من يعملون بالحقل الرياضى من الأقباط، ولكن لأن التعليق صار محصوراً داخل مصر فى عدة أسماء لا يخرج عنها.