«شهيرة» المسلمة و«سميرة» القبطية: بيت واحد.. ودم واحد
أسرة شهيرة وسميرة بمنزلهم المشترك
غرفة تصدر منها آيات من القرآن الكريم، وفى مقابلها غرفة تعلوها الترانيم وآيات من الإنجيل، يعيش بداخلهما أسرتان، وبينهما «حمام» مشترك منذ أكثر من 35 عاماً بمنطقة دار السلام، يأكلان يومياً معاً على طاولة واحدة، تجمعهما فى وجبة الغداء، واحتفالهما بالمواسم والأعياد الدينية لكلتا الأسرتين.
أسرتا «سميرة إسحاق» و«شهيرة محمد»، تعيشان حياة بسيطة جداً، ارتبطتا معاً بعلاقة صداقة وأخوية تشابهت فيها كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، بداية من العمر إلى الظروف الاجتماعية، حتى بدت الأسرتان نسيجاً واحداً بعيداً عن ديانة كل منهما، يستقبلان شهر رمضان بزينة وفوانيس لأطفال الأسرتين، وأعياد الميلاد بشجرة الكريسماس التى يشهدان على احتفالهما بأعيادهما رغم اختلاف الديانة، تقول سميرة القبطية (52 عاماً): «احنا أسرة مصرية عايشين تحت سقف بلدنا مصر، منعرفش حاجة اسمها مسلم ومسيحى، وفى نهار رمضان مش بناكل عشان هما صايمين، لازم نحافظ على شعورهم، وساعة الفطار بنتجمع كلنا عندهم والسحور عندنا، وفى أعياد الميلاد بيحتفلوا معانا وبناكل سوا».
غرفة تصدر منها آيات من القرآن الكريم وفى مقابلها غرفة تعلوها الترانيم وآيات من الإنجيل.. وتعيشان مع بعضهما منذ أكثر من 35 عاماً بـ«حمام» مشترك
علاقة «شهيرة» بصديقتها «سميرة»، جعلتهما شاهدتين على الروح الطيبة التى تسود الحارة المصرية، فأطباق الحلوى التى تخرج من منزل أسرة «شهيرة» فى أعياد الميلاد، تقابلها أطباق محشى من أسرة «سميرة» فى شهر رمضان وقت الإفطار، على أن يتولى الصغار توصيل الأطباق لزرع روح المحبة والإخاء بين عنصرى الأمة الواحدة، بحسب شهيرة: «احنا الناس فى الحتة كلها بتتكلم عننا، وعلى علاقة عيالنا ببعض وقد إيه بيحبوا بعض وكأنهم إخوات، لدرجة إن أنا رضعت عيلين من ولاد سميرة لأنها كانت بتتعب فى ولادتهم، وهى اتبرعت لى بدمها لما كنت تعبانة.. ما هو محمد نبى وعيسى نبى، وكل من له نبى يصلى عليه».