صدق أو لا تصدق: «البلطجة والانفلات الأمنى فى المجتمع هما آية من آيات الله، ولا يمكن حلهما إلا بتطبيق شرع الله»، هذا نص كلام الدكتور «محمود شعبان»، الذى قال: «إن مصر لن ينصلح حالها إلا بتطبيق شرع الله»، مؤكدا أن «الرئيس مرسى لا يزال عاصياً لله ومقصراً ما لم يطبق شرع الله»!!
«شعبان»، الشهير بـ«هاتولى راجل»، هو صاحب فتوى قتل قيادات «جبهة الإنقاذ»، لكن الآن يقود الانقلاب الإسلامى على الرئيس محمد مرسى وتنظيم الإخوان، خاصة بعد أن هددت السلفية الجهادية بـ«خلع مرسى من الرئاسة، حال عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية».. وهو ما حذرنا منه كثيرا حين قلنا إن أصوات السلفيين التى ذهبت إلى «مرسى» فى الانتخابات الرئاسية كان مقابلها وعدا بتطبيق ما يزعمون أنه الشريعة!
لكن الجماعة السلفية الجهادية أكثر تشددا، إنها تعتبر «الديمقراطية» كفرا، والعياذ بالله، فيقول شيخ الجماعة «مرجان سالم»: «نحن لم نختَر مرسى، ولم نوافق على طريقة تنصيبه الباطلة، ودعونا الناس لاعتزال انتخابات الرئاسة، لأنها قائمة على الديمقراطية التى لا نؤمن بها».
إنه الانقسام الثانى للشعب المصرى، بين فريق يرى أن الديمقراطية هى الحل، وفريق آخر يرى أنها «كفر» وسبب كافٍ لإسقاط الرئيس وجماعته.. وكلاهما متفق على إسقاطه!!
تيار الإسلام السياسى يحمل بداخله كل التناقضات التى تنفجر الآن فى وجه نظام الإخوان؛ فالرئيس يحارب الجماعات الجهادية (أى الإرهابية) فى «سيناء» وهم يكفرونه، والدولة تحاول جذب السياحة الإيرانية ومخاوف المشايخ من التشيع تصدها، والطرق الصوفية أصبحت من «البدع» التى يجب القضاء عليها.. والإخوان كشفوا عن وجههم القبيح فلا وسطية ولا اعتدال بل شراهة للسلطة وسفك لدماء المعارضين وسحل وتحرش جنسى بمن يخالفونهم الرأى!!
نعم خُدعنا جميعا، إلا فى شىء واحد فبعضنا كان يعلم أن الحكم الدينى «لعنة»، وأن أى ديكتاتور يحتكر الحكم باسم السماء ويدعى أنه ظل الله على الأرض يكفر الآخر ويهدر دمه.. وهذا هو «مرسى» وجماعته!!
لكنهم مرروا دستورهم الباطل، لنجد فجأة وكيل نيابة، بأحد مراكز المنيا، يصدر قرارا بتطبيق حد شرب الخمر بجلد أحد المتهمين 80 جلدة بعد ضبطه فى حالة سكر.. ورغم صرف المتهم وإلغاء انتداب وكيل النيابة.. تظل العدالة فى مأزق ويظل تطبيق القانون رهنا بإرادة الرئيس أو المرشد!! وتظل الدولة تعتمد فى دخلها على الضرائب على الخمور!
نحن نرقص على السلالم، فلا نحن دولة مدنية تحيا بالقانون، ولا نحن فى دولة تطبق الشريعة الإسلامية.. حتى المطالبون بتطبيق الشريعة لا يرون فيها مبدأ «الشورى» ولا تحقيق «العدالة» بل يرون فقط قطع يد السارق وجلد الزانية والزانى!!
إنها مرحلة عبثية، لا تفهم فيها كيف تصبح البلطجة «آية».. ولا تعرف لماذا تنازل «شعبان» عن الشهادة مع المجاهدين فى سوريا رغم دعواتنا له بنيلها!!