محمد أبوحامد: «مرسى» مجرم يستحق المحاكمة.. وطالبت «الجنائية الدولية» بتوقيفه
كشف محمد أبوحامد، النائب البرلمانى السابق عن أنه قدّم مذكرة للأمم المتحدة بحق الرئيس محمد مرسى والإخوان، تمهيداً لعملية تدويل كبرى يهدف من ورائها إلى إسقاط حكم الإخوان فى مصر، متضمنة كل الانتهاكات التى مارسها الإخوان منذ تولى الرئيس محمد مرسى الحكم.
وأشار «أبوحامد» فى حواره لـ«الوطن» إلى أن المذكرة ستنظر أولى جلساتها منتصف مايو المقبل، ويتولى مسئوليتها محامٍ فرنسى مخضرم فى هذا الشأن، تمهيداً لتقديمها لاحقاً إلى المحكمة الجنائية الدولية، موضحاً أن خطة الحصول على الدعم الأمريكى والغربى للإخوان، وضعها عام 2005 محمد بديع المرشد العام للإخوان وهو فى السجن، وتابع أن «الجيش» هو البديل الثانى للأمريكان بعد سقوط «الإخوان».
* هل صحيح أنك تعد خطة لتدويل وقائع الانتهاكات التى حدثت فى مصر منذ أن تولى الإخوان الحكم؟
- نعم، وسينظر الملف المصرى برمته منتصف مايو المقبل، على منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، حيث ستكون أول جلسة لنظر القضية المصرية ضد حكم مرسى والإخوان، ولقد ذهبت إلى البرلمان الفرنسى، وقابلت بعض قيادات الجيش الفرنسى وبعض الشخصيات فى قصر الإليزيه التى لها قدرة على اتخاذ القرار السياسى الفرنسى وشرحت لهم حقيقة الوضع السياسى والاقتصادى فى مصر، ويتولى معى متابعة الملف محامٍ فرنسى مخضرم فى مجال حقوق الإنسان لمتابعة عملية التدويل، والمذكرة تعتمد على انتهاك وضع المرأة وقتل المتظاهرين وحصار المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى، وظهور ميليشياتهم المسلحة فى الشارع، ومؤخراً أُضيفت إلى الملف أحداث أكبر كثيراً، كأحداث الاتحادية والمقطم والكاتدرائية والهجمة الأخيرة على القضاء، وهى مصاغة فى إطار انتهاكات حقوق الإنسان، وكيف أن نظام الإخوان ينتهك هذه الحقوق فى وقائع أقل ما توصف بأنها جرائم ضد الإنسانية، وكل هذا مدعم بفيديوهات تثبته.
* ما الذى طلبته تحديداً من تلك الشخصيات النافذة خلاف محتويات المذكرة؟
- لقد قلت لهم أنتم دعمتم الإخوان فى فترة الانتخابات وباركتم وصولهم إلى الحكم، لكن عليكم أن تعرفوا حجم الانتهاكات التى تحدث للمصريين على أيديهم منذ وصولهم إلى الحكم والدعم المالى الذى تقدّمونه من خلال المنح الأوروبية، وعليكم أن تتأكدوا قبل تقديمه من شيئين، أولهما ألا يُجرى استخدامه سياسياً لخدمة الإخوان وبقائهم فى الحكم ضد مصلحة الشعب، وكيف سيجرى رد هذه الأموال، فهذه الأموال يجب ألا تكون استهلاكية الصرف، لأن هذا من شأنه أن يُغرق مصر، لأننا لن نملك آلية للسداد، ولقد كنتم أثناء نظام مبارك لديكم شروط فى تقديم هذه المساعدات، بحيث يكون فى المقابل شروط متعلقة بحقوق الإنسان على الأقل.[FirstQuote]
* منذ متى بدأت فى إعداد هذا الملف؟ وما شروط قبول الملف المصرى؟
- بدأت من بعد إعلان «مرسى» الإعلان «الديكتاتورى» وليس «الدستورى»، لأن «مرسى» بهذا الإعلان أغلق باب التقاضى من خلال المحاكم المصرية إلا فى حدود معينة، ومن قبلها كان حصار المحكمة الدستورية العليا، ومن هنا بدأت ملامح البلطجة السياسية، فتنظيمهم الدولى ساعدهم على تحسين وتبييض صورتهم عند الغرب، خصوصاً إخوان فرنسا وأمريكا، وهذا هراء، ولابد أن يجرى كشف حقيقتهم على المستوى الدولى، أما الشروط التى طُلبت منا هى أننا عندما نقدّم أى مذكرة أو شكوى دولية فلابد ألا تكون كيدية وألا يكون فيها طابع «تصفية سياسية».
* كيف ساعد التنظيم الدولى فى ذلك؟
- التنظيم الدولى للإخوان موجود فى كل مكان تقريباً وطريقة استقطاب أعضائه تعتمد على اختيار أشخاص لهم علاقات بوظائف مؤثرة ونافذة تحت دعوى حماية الدين الإسلامى، واستطاعوا اختراق الجاليات العربية فى أوروبا كلها تقريباً، لدرجة أن أصبح لهم صوت فى أى معادلة سياسية فى هذه الدول، والقرضاوى نفسه وجّه إليهم رسالة واضحة عام 2005، وقال لهم كيف يكون تعدادكم يقارب 5 ملايين مصرى وعربى وليس لكم تأثير فى صنع القرار الفرنسى، ومنذ ذلك الوقت أصبحوا بالفعل عاملاً مؤثراً حتى فى القدرة على التأثير فى التصويت فى الانتخابات الفرنسية.
* وهل لهم نفس التأثير فى الولايات المتحدة؟
- الحملة الانتخابية لباراك أوباما لم تخلُ من عناصر من الإخوان، الذين استطاعوا اختراق حملته الانتخابية فى المرتين اللتين نُصّب فيهما رئيساً لأمريكا، وكان لهم شأن كبير فى التصويت لصالحه ودعم حملته الانتخابية.
* هل هذا كان من خلال دعم مالى أم لوجيستى؟
- كلتا الطريقتين استخدمها الإخوان، فهم أسسوا هناك شركة خاصة للتسويق فى دوائر اتخاذ القرار كترتيب لقاءات مع الجمهوريين والديمقراطيين، وبعد 2005 استطاعوا من خلال هذه الشركة مغازلة دوائر صنع القرار الأمريكى لكى يضمنوا لاحقاً رد الجميل لهم عندما تسنح الفرصة لكى يصعدوا للحكم. والإخوان لا يُفرِّقون أبداً عن التفكير الصهيونى فى مجال السياسة، فالمجموعات الصهيونية تعمل كـ«جنس سامى» أفضل من كل البشر، والإخوان أيضاً يتعاملون بالفكر ذاته، والدليل على ذلك تصريحاتهم الأخيرة التى تحمل الإشارة إلى أنهم الأفضل فوق كل المصريين والمسلمين.
* هل لك أن تذكر لنا أسماء محدّدة ممن اخترقوا حملة أوباما الانتخابية من الإخوان؟
- هناك اثنان من مستشارى هيلارى كلينتون والدكتورة داليا مجاهد، مستشارة «أوباما» للشئون الدينية، وهى إخوانية أباً عن جد، وهناك أشخاص بأعداد كبيرة جداً من التنظيم الدولى للإخوان كانوا بالفعل فى الحملة، وهم يحملون الجنسية الأمريكية، ولديهم حق التصويت، وكانوا يوجّهون الأمريكان فى الولايات المختلفة إلى صالح أوباما.
* هل لهذا الدعم علاقة بدعم الأمريكان للإخوان بعد الثورة؟
- نعم بطبيعة الحال، ودعم «أوباما» للإخوان ليس فقط من خلال الملايين التى ساعدت بها الولايات المتحدة الحملات الانتخابية للإخوان، لكن أيضاً اعترافهم القوى بهم أمام العالم الغربى و«أوباما» ضغط على الجيش المصرى أيضاً فى المرحلة الانتقالية لدعم الإخوان، ومعروف أن تسليح الجيش المصرى معظمه من أمريكا، فكان أداة ضغط قوية.
* هل مازال الموقف الأمريكى داعماً للإخوان بعد مرور 9 أشهر من تولى «مرسى» الحكم؟
- قد يبدو حالياً أنهم يحاولون التوازن فى هذا الدعم، لصالح الجيش، مع التفكير فى أن يكون هو البديل إذا أصر الشعب المصرى على الإطاحة بالإخوان، وهذا وجدناه مؤخراً من خلال بعض التصريحات الأمريكية الإيجابية حيال الجيش، وهذا منطقى فى ظل عدم وجود أى قوى سياسية حقيقية على الأرض، فالمعارضة مهما كان لها قبول فهى ليست واصلة إلى السواد الأعظم من المصريين.
* منذ متى بدأ التغلغل الإخوانى للإدارة الأمريكية؟ وعلى ماذا كانت تعتمد هذه الخطة؟
- اتصالات الأمريكان مع الإخوان بدأت منذ عام 2005 لوضع فكرتين أساسيتين أمام الإدارة الأمريكية، أولاهما أنهم «دُعاة سلام» وأنهم «ضد الإرهاب»، خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر ودعم فكرة العلمانية من خلال توجُّه «حداثى» للإسلام، بحيث يتصدى الإخوان لفكرة التيارات الإسلامية المتطرفة والسيطرة عليهم وتحجيم عملهم، بعيداً عن الأصول العقائدية التى يؤمن بها الإخوان أنفسهم، أما الشق الثانى فهو «تصدير القلق» من نظام مبارك وهدم قدرته على تحقيق مصالح أمريكا والعالم الغربى، وأن يكونوا هم البديل له، وهى خطة المرشد العام محمد بديع منذ أن كان فى السجن منذ سنوات طويلة، لكن أتباعه كانوا يعملون عليها بكل جهد حثيث، وهذه الخطة اشتغل عليها الإخوان أيضاً فى المجتمع قبل الثورة بفترة طويلة، من خلال تغلغلهم فى قوى المعارضة لنظام «مبارك»، حيث سنجد لهم صوراً دائماً من خلال محمد البلتاجى وعصام العريان، مثلاً بجانب البرادعى، حيث إنه أيضاً لن يسمح بتكون قوى سياسية بعيداً عن يديه، وعمل الإخوان على خطة «بديع» منذ 2005 إلى 2010 أنجز 90% من الجهد المطلوب لوصولهم إلى الحكم.
* هل الإدارة الأمريكية والأوروبية بالسذاجة التى تسمح لهم بتصديق هذه الوعود؟ ألم يقرأوا على الأقل تاريخ الإخوان؟
- الفكرة ليست فى قراءة التاريخ، ولكن فى أنه لم يكن هناك أى بديل لديهم بين قوى المعارضة، استطاع أن يقدم لهم وعوداً براقة، باحتواء الجماعات الإسلامية وتأمين إسرائيل، كما فعلوا هم، فضلاً عن أن أداء الإخوان الفعلى فى مصر منذ أن وصلوا إلى الحكم لا يعرف عنه العالم الأمريكى أو الأوروبى شيئاً بنسبة كبيرة.
* هل لك أن تذكر لنا اسماً فاعلاً فى اختراق الإخوان لأوروبا؟
- عمرو خالد من عباقرة التنظيم الدولى للإخوان، وكان يقوده فى خطته لتحسين صورة الإخوان أمام العالم الغربى، محمد يحيى «المرشح لمنصب وزير الثقافة حالياً» من خلال التعامل مع «المخابرات البريطانية» التى دعّمت عمله بعد ذلك، وفتحت له الباب تماماً، وكان من نتيجة ذلك إقامته فى لندن فترة طويلة، واختياره ضمن أهم 100 شخصية مؤثرة فى العالم، فقد استخدمه الإخوان و«المخابرات البريطانية» تماماً.
* هل يمكن القول إن البيانات التى تُصدرها مؤسسة الرئاسة للإعلام الغربى أسهمت بشكل كبير فى التغطية على أحداث الداخل؟
- نعم، بالفعل، فعندما يصدرون بيانات رئاسية للإعلام الغربى يكون مضمونها مختلفاً عن مضمون البيانات التى تصدر للرأى العام المصرى، وهم على فكرة شرحوا هذا الأمر للأمريكان تحت دعوى أنه حتى نستطيع أن نُسيطر على 80 مليون مصرى، فهناك لغة معينة يجب أن نخاطبهم بها، خصوصاً ما يتعلق بالشعارات الدينية مثل «على القدس رايحين شهداء بالملايين» وأن «العدو الأساسى لنا إسرائيل» وأنهم «قردة وخنازير» وهى شعارات لدغدغة مشاعر المصريين وشىء لزوم الشىء لكن أفعالنا لا علاقة لها بهذه الشعارات.[SecondQuote]
* لكن زيارة جون كيرى الأخيرة إلى مصر لم تحمل أى دلالات على تغيير الموقف الأمريكى حيال الإخوان.. أليس كذلك؟
- التقيت «كيرى» فى القاهرة، وأذكر أن جميلة إسماعيل قالت له صراحة: «أنتم تدعمون الإخوان لمصلحتكم، وهذا ضد مصلحة الشعب المصرى فى ذات الوقت»، فقال لها «كيرى» بثقة بالغة «ما هى المصالح التى ممكن أن تتخيلوا أن يقدمها لنا الإخوان، فحتى قناة السويس التى تتحدثون عنها طوال الوقت، أنتم تعرفون تماماً أنها ستظل مفتوحة أياً من كان من يحكم مصر، فأمريكا تمتلك من القوة التى تجعل القناة مفتوحة أمامها، وإذا كنتم تتكلمون عن أمان إسرائيل، فلا يوجد دولة عربية واحدة الآن تملك جيشاً لديه القدرة على تهديد إسرائيل أو تعرّضها للخطر، ونحن فى النهاية نتعامل مع كيان اختاره شعب، ولو مصر فيها معارضة قوية تملك الحشد لتغيير قرار الشعب لكان قرار الصناديق لصالح الحاكم الذى تريدونه».
* ألم تخشَ أن يجرى اتهامك بالعمالة؟
- نحن نعمل فى السياسة، وهم يريدون تعمية الرأى العام العالمى عن الحقيقة، وكل تفكيرى مُنصب على الطريقة القانونية الشرعية التى يمكن أن تُخلّصنا من حكم الإخوان، فأنا لم أطلب من الجيش الأمريكى أن «يدخل عندنا»، وكل ما أفعله إذا كانوا هم يعتمدون على الدعم الأمريكى والأوروبى، فعلينا أن نضغط على كليهما، لكى يتوقفا عن دعم الإخوان، وهذا يتطلب أن نعرض الحقيقة أمامهم، فإذا كانوا لا يريدون أن يتوقفوا عن دعمهم، فعلى الأقل «لا يطرمخوا» على الذى يحدث فى مصر وللمصريين.
* هل هناك زيارة جديدة مرتقبة لأمريكا أو أوروبا لدعم هذا الملف؟
- فى منتصف أغسطس المقبل، سألتقى بعض صنّاع القرار فى أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبى مع أشخاص لهم علاقة بصنّاع القرار، خصوصاً فى الخارجية الأمريكية، وبعض من الجمهوريين وبعض أعضاء الكونجرس ومجلس الدفاع والأمن القومى الأمريكى، ولجان حقوق الإنسان، فضلاً عن بعض منظمات حقوق الإنسان المعنية بمكافحة الإرهاب.
* هل تتوقّع ردود فعل مختلفة هذه المرة، خصوصاً بعد حادث تفجيرات بوسطن؟
- هذا الحادث ذكّر الناس مجدداً بضحايا الإرهاب، والأمريكيين عندما قرّروا تغيير استراتيجيتهم حيال الخطاب الدينى الإسلامى لم يبحثوا فى صميم هذا الخطاب، والإخوان لا علاقة لهم بالدين، والذى نحاول أن نوصله للأمريكيين أن الإخوان ليس لديهم خطاب دينى وسطى أو متطرف، فهم والجماعات الإسلامية وجهان لعملة واحدة كلاهما يتبنى الجهاد المسلح، والقرضاوى مازال يطلق على العمليات الإرهابية ضد المدنيين «عمليات استشهادية»، فعليهم أن يعرفوا أن الإخوان «بينصبوا عليهم»، فالإخوان يعرفون تماماً ماذا يقولون وقت الاستضعاف، وماذا يقولون وقت التمكين، وماذا يقولون وقت الوصول إلى السلطة، وإذا أراد الأمريكيون أن يعملوا على الخطاب الدينى الصحيح، فعليهم دعم الناس التى تدعو إلى الخطاب الدينى السليم وليس خطاب الإخوان.
* هل تتوقع أن توجه المحكمة الجنائية الدولية لاحقاً اتهاماً مباشراً للرئيس محمد مرسى؟
- أتوقع ذلك، فـ«مرسى» من وجهة نظرى «مجرم حرب» ويسهم فى نشوب حرب أهلية بين المصريين، وطالبت من قبل المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحقه، لأنه معروف تماماً هو وتنظيمه العالمى، فكونه يسمح بأن أنصاره يحاصرون المحكمة الدستورية العليا، ثم يسمح بأن يضرب أنصاره المتظاهرين، وهذا تكرر مؤخراً مثلاً فى أحداث الكاتدرائية، فهذا يعنى أنه يسمح ويُؤصل فكرة الاقتتال الداخلى، وأن السلم الاجتماعى بالنسبة له على الهامش، لأنه يكرّس لفكرة الدولة الإخوانية مقابل سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، وهنا يصبح من حقنا تماماً أن نصفه بـ«القاتل» من خلال القرار السلبى على الأقل بأنه لم يمنع أنصاره من الاعتداء على الناس وقتلهم، وإذا ما قامت منظمة حقوق الإنسان بتفعيل هذا الملف بعد أن تتأكد من صحة الوقائع، وأنه ليس الهدف من ورائها أى تصفية حسابات سياسية، فمن حقها أن تخاطب المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة العفو الدولية وتدوّل القضية بشكل أكبر.
* هل تتعارض خطوة التدويل التى تقوم بها مع توجُّه بعض القضاة للتوجه ذاته؟
- قدّمنا هذه المذكرة وننتظر أن تُحوّل إلى القضاء الدولى، أما القضاة فيسيرون فى طريق موازٍ، لأن مصر موقّعة على اتفاقات تختص بحماية السلطة القضائية، وهناك محاكم بهذا الشأن وهذا بالطبع يعزز ما نفعله الآن.
* إلى أين وصلت الحملة الشعبية التى أطلقتها منذ فترة لجمع توقيعات شعبية ضد «مرسى»؟
- أطلقنا حملة لإسقاط شرعية «مرسى»، بالتوقيع على خطاب نصه «أنا الموقّع أدناه أرى أن (مرسى) سقطت شرعيته سياسياً وشعبياً وجنائياً، لأنه ارتكب جرائم جنائية، ولأنى أرغب فى انتخابات رئاسية مبكرة وأفوض (فلان الفلانى) لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لكى يتمكن من ذلك»، وحتى الآن وقّع لنا 65 ألف مصرى.
* ماذا ستكون الخطوة التالية إذا تمكنتم من الوصول إلى أكبر عدد من الموقّعين فى الحملة؟
- إذا توافر هذا الدعم الشعبى سنُصعّد الأمر للمحكمة الدستورية العليا، التى من حقها فى ذلك الوقت النظر فى صلاحية شرعية «مرسى»، ولو المحكمة قالت إن صلاحيته الشرعية غير موجودة، فلابد من انتخابات رئاسية مبكرة، وبعد ذلك يتكوّن مجلس رئاسى انتقالى لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية يتكوّن من 5 شخصيات «رئيس المحكمة الدستورية العليا، شيخ الأزهر، البابا تواضروس، أحد قادة الجيش، شخصية مدنية تحظى بتأييد الشعب». وهذا المسعى بالتأكيد هو حق دستورى وشرعى لفضح انتهاكات «مرسى» وملاحقة الإخوان دستورياً وقضائياً.
* لماذا لم تشارك مع جبهة الإنقاذ فى تحالف لتفعيل هذه الحملة بشكل أكبر؟
- لم أدخل فى تحالفات مع جبهة الإنقاذ، لأنها فى أول اجتماعاتها كانت أمامها فرصة تاريخية للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، لكنهم مازال لديهم أمل فى «مرسى» وأنا لست كذلك.
* وماذا عن موقف الجيش؟
- فى فترة ما كان لدى إحساس كبير بتواطؤ الجيش مع الإخوان، لكن فى إحدى المرات حضرت اجتماعاً يجمع أعضاءً بالمجلس العسكرى والقوى المدنية والإخوان، ووجدت أن المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان كانا يستمعان فقط، وفى لحظة ما يتدخل المشير لكى يفك اشتباكاً ما بين المعارضة والإخوان، لكنى فوجئت أن الجيش إذا أعلن أن وجهة نظر «الإخوان» خطأ، فالإخوان فى اليوم التالى يقيمون مليونية «لإسقاط حكم العسكر» وكيل السب والشتائم له، فيضطر الجيش إلى التراجع لكى تعبر المرحلة بسلام.
* هل تذكر واقعة محدّدة بهذا الشأن؟[ThirdQuote]
- حينما كان محمد مرسى، رئيساً لحزب الحرية والعدالة، صمم فى أحد الاجتماعات مع المجلس العسكرى والمعارضة على أن يجرى تنظيم انتخابات برلمانية بنظام الثلث الفردى، وقام كل من حاتم بجاتو وتهانى الجبالى بالاعتراض، لأن هذا أمر «غير دستورى»، لكن «مرسى» صمم بقوة، وهدد أنه لا بديل لديه عن هذا الاختيار، وفى اليوم التالى للاجتماع حشد الإخوان لمليونية ضد الجيش، واتهموه فيها أنه يريد تأجيل الانتخابات لشىء فى نفسه، فاضطر الجيش إلى الموافقة على مطلب «مرسى»، وللأسف كان واضحاً أن كل ضغط عليهم يساعد فى تمكين الإخوان بشكل أكبر.
* هل أدرجت فى قضية التدويل حادث رفح؟
- نعم، فالإخوان سهّلوا لـ«حماس» قتل الجنود المصريين وأيام «مبارك» لم يكن يجرؤ «حمساوى» واحد على أن يفعل «واحد فى المائة» مما يفعله الحمساويون اليوم، وإسماعيل هنية فى تنظيم الإخوان يسبق «مرسى» كثيراً فى الترتيب، ويكاد يكون «نِداً» للشاطر فى المكانة، ولذلك فمن الطبيعى أن يسمع «مرسى» أوامر «هنية» لأنه من المؤثرين فى قرار التنظيم الدولى للإخوان، والتنظيم الدولى يأمر «مرسى» بكثير من القرارات، خصوصاً ما يتعلق بالحدود والعلاقة مع إسرائيل، وهذا له علاقة بفكرة الخلافة، لهذا اعتمد اختيارهم على «مرسى»، لأنه ولى من الولاة فى التنظيم الدولى.
* هل يمكن الربط بين ما تقوله عن «الإخوان» وانتشار الملابس المزيّفة للجيش؟
- الإخوان هم المسئولون عن ترويج ملابس الجيش غير الشرعية، وتهريبها بالتعاون مع «حماس»، لضرب الجيش المصرى فى مقتل، لأنه القوة الوحيدة المنافسة له، وقضية الأقمشة المهرّبة لزى الجيش تعتمد على خطة استخدام هذا الزى فى عمليات ضد إسرائيل، ثم تنسب إلى الجيش المصرى، فيتم توريطه فى حرب، ضرب الثوار، فيتصوّر الشارع أن الجيش ذهب للشارع لكى يقضى على الثوار، إذا حدثت مواجهة مع الجيش فقد يتم ارتداء هذا الزى للإيحاء بأنه حدثت انشقاقات داخل صفوف الجيش فى كتيبة مثلاً، فيعطون انطباعاً للكتائب الأخرى بأن الجيش ينقلب على نفسه.