انتقِ طبيعة خروجك على القانون والدستور حتى ولو كنت قد أقسمت مراراً على احترامهما.. اختر المخالفة التى تروق لك.. حدد توقيت ارتكابها.. انقل لأهلك وعشيرتك بأن من حقهم أن يفعلوا ما يشاءون «فهم إخوان».. أقنعهم بأنهم أصحاب «البلد» وأنه لهم وحدهم وليس لأحد غيرهم.. ازرع فى نفوس كل منهم بأنه حر يعيش فى بلد حر وفق المفهوم الخاص بهم والخاص جداً للصفوة من مواطنيه «فهم الأهل والعشيرة».. دع كلاً منهم مقتنعاً بألا يخشى شيئاً، فلن يحاسبه أحد على ما يرتكبه من مخالفات أو جرائم وبخاصة أنه من بين المنتسبين لهؤلاء المحظوظين من فئة المسئولين أو المسنودين والذين أصبحوا -فى طبعتهم الجديدة- من «الأهل والعشيرة»!!
ازرع فى عقلية أى من أفراد «أهلك وعشيرتك» أن يفعل ما يشاء وقتما يرغب .. دعه يتقمص شخصية رجل الأمن.. يمنح نفسه حق الضبطية القضائية.. لا يتوقف عند ذلك الحد، بل يتجاوزه ليصل إلى إحياء زمن صلاح نصر.. يعذب من يجرؤ من المعارضين على الهتاف ضد الجماعة أو ضد «سفيرها فى قصر الاتحادية الرئاسى».. ينزع منه اعترافات بأنه مستأجر من جانب الفلول لهدم الثورة.. اهمس فى أذن من يؤيدك بألا يعنيه أن هناك قانوناً يحظر ذلك أو عرفاً يستنكره، فكل هذه الأشياء قد وجدت لمن هو دونه.. لمن لا يحميه نفوذ أو يتدثر بعباءة «الجماعة».. أما هو فلا أحد يهزه أو حتى يلفت نظره!!
هدد من يبدى رأياً مخالفاً للجماعة.. ارفع سبابتك فى وجهه.. وهنا سيطلق مريدوك عليه رصاصات «التكفير والتخوين».. سيحاصرونه فى مقر عمله.. سيتجمهرون أمامه.. سيمنعونه من أداء واجبه.. نبه كلاً من أنصارك ألا يترددوا لحظة فى أن يهاجموا معارضيك.. قل لمن يناصرك: لا تخش شيئاً، فالأمن سيقف بجوارك أنت حتى ولو كنت معتدياً، فالمؤسسة الأمنية باتت لك بعد أن تخلصنا من ممثلها الذى يبدو أنه قد تمرد علينا رغم أننا اخترناه بعد أن توسمنا فيه أنه ربما يكون فى صفنا، وآتينا بمن لا يرد لنا كلمة ولا أى طلب ويسارع بتنفيذ ما نبديه من سياسات!
نبه كل فرد من الأهل والعشيرة بألا يتأثر بمقولة إن «القضاة» هم سدنة العدل، فبيينا وبينهم ثأر تاريخى.. فقد أودعوا آباءكم فى السجون.. هدموا «البرلمان» بعد أن رتبنا كل مقاعده لصالحنا.. ويهددون الآن بحل «الشورى» الذى نسيطر عليه.. بل إن أحكامهم باتت مسيسة ويسعون إلى تنفيذ الثورة المضادة.. باختصار يحاولون نزع أنيابنا التى سنغرسها فى جسد الوطن!
ألقِ بفشلك على شماعة الإعلام، فهم «سحرة فرعون».. حاصر مدينتهم «الملعونة».. «كفرهم».. هددهم بالتصفية.. طاردهم بدعاوى قضائية.. فربما ينشغلون عنا ووقتها سنفعل ما نريد.. نسيطر على الدولة ومفاصلها وستغدو لنا «غنيمة غزواتنا».. ولا تلقِ بالاً بتلك الانتقادات التى تحاصرنا من كل جهة، فنحن لها.. دعهم يقولوا ما يحلو لهم وسنفعل نحن ما يحلو لنا!
يكفيك فقط إنك «إخوان»، فأنت حارس للشريعة.. لا تلتفت لمن يدعى أنك لا تمتلك المؤهلات الحقيقية لهذا التميز والتعالى الذى تشعر به فيكفيك أيضاً تلك البيعة التى بايعت بها «مرشدنا» الذى يتلقى تعاليمه من وحى السماء مباشرة.. ولذا فافعل ما شئت «مؤقتاً» إذ يبدو أن الطريق قارب على النهاية!!