الغلاء يضرب سوق الروبابيكيا: اللى عنده حاجة بايظة بيصلحها
«أبانوب» يتجول بالعربة الكارو دون جدوى بعد تأثر سوق الروبابيكيا بارتفاع الأسعار
مع أول ضوء للنهار يخرجون إلى الشوارع باحثين عن الرزق، نداء متواصل عبر ميكروفون قديم لشراء المستعمل، أو لشراء خبز قديم لا يصلح لآدمى، ومع آخر ضوء تتجه العربات صوب المخازن لبيع ما على ظهرها من أدوات، كانت الأرباح جيدة وتكفى المعيشة، لكن الآن كل شىء تبدل، فالعربات أصبحت خاوية سواء لـ«الروبابيكيا» أو لـ«العيش المكسر»، الأولى ضربها ارتفاع أسعار الأجهزة ما دفع الكثير لإصلاح ما فسد دون بيعه، والثانية ضربها «نقاط الخبز» فى منظومة التموين الجديدة.
«أبانوب»: الناس كانت بتبيع الأجهزة اللى محتاجة تصليح وتشترى جديد.. دلوقتى مفيش.. «أم أحمد»: أستفيد من نقاط الخبز أفضل من بيع العيش ناشف لبتوع الروبابيكيا
كانت العربة تحمل فوق ظهرها عشرات الأجهزة حتى تضيق بما حملت، أجهزة كهربائية وأوانى طهى قديمة وأطباق بلاستيكية مستعملة، تنتهى فى آخر اليوم فى صورة جنيهات تدخل جيب أبانوب يوسف، صاحب الكارو، لكنها الآن خاوية إلا مما فسد تماماً وأصبح خارج نطاق الاستعمال مطلقاً، ففى السابق كان «أبانوب» يشترى المستعمل ذا الجودة الأقل ويبيعه لآخرين يقومون بإصلاحه، لكنه الآن أضحى يشتكى غيابها: «كانت العربية بتشيل تلاجات وغسالات وأفران وخلاطات ومراوح، وكل حاجة بسعر حسب الجودة فى اللى بـ250 وفى اللى بـ100 لكن دلوقتى مبقاش فيه وجود إلا للأجهزة التعبانة»، يحكى الرجل مشيراً إلى أن السبب الرئيسى فى ذلك ارتفاع أسعار الأجهزة وإقدام أصحابها على تصليحها مهما كلف الأمر: «كان زمان الراجل يقول أبيع مكوة بـ50 جنيه واشترى واحدة جديدة خالص بـ200 بدل ما أصلحها، لكن دلوقتى عشان تجيب مكوة كويسة هتدفع 400 جنيه»، موضحاً أنه أصبح يشترى قطع البلاستيك وأجزاء الحديد والأجهزة التى فسدت تماماً: «كيلو البلاستيك دلوقتى بـ2 جنيه والحديد بـ4 ومبقاش فى نحاس ولا زهر، ولو مروحة بايظة خالص ومفيهاش رجا ممكن آخدها بـ20 جنيه».
ورغم قلة المعروض من الخبز القديم الذى تشتريه «أم أحمد» الستينية التى تعمل على عربة كارو منذ 30 عاماً، لكنها لا تزال تبحث كل يوم عن خبز قديم تبيعه فى نهاية اليوم، فرق نقاط الخبز والتى أصبح المواطن يستفيد من خلالها بشراء سلعة أخرى غير الخبز، جعلت المواطن يشترى من الخبز ما يكفيه دون زيادة، ليستفيد من تلك النقاط، وهو الأمر الذى أثر على عملها بالسلب: «كنت بشترى الكيلو بـ60 قرش واملأ العربية دى على آخرها، دلوقتى لو مليت شوال واحد بحمد ربنا، رغم إن الكيلو بقى بجنيه كامل».