سألنى المذيع المتميز محمود الوروارى فى برنامج «الحدث المصرى» على قناة «العربية» عن وزير الثقافة الجديد، وكان البعض قد اتهمه باتهامات أخلاقية وإدارية ومهنية.. فقلت إننى لا أعرفه شخصياً ولن أناقش هذه الاتهامات الأخلاقية وليست لى أى علاقة بسلوكه الشخصى، ولنفرض أنه يصلى 24 ساعة فى اليوم ولم يتحدث إلى طالبة فى حياته قط، فسأظل رافضاً لطريقة اختياره، فالاختيار يؤكد على مزيد من التمكين ليس إلا، وعلى أن الانتماء القبلى والعشائرى للإخوان (بالكارنيه أو بالحب والذوبان أو بمقالة فى «الحرية والعدالة») هو جواز المرور إلى المنصب!، وهذا الانتقاء يخرج لسانه لكل أعراف وتقاليد اختيار وزير، وبالأخص فى حالة الثقافة، فهذه الوزارة فى رأيى الشخصى الآن فى نفس أهمية وزارة الدفاع، فالثانية تدافع عن حدودنا، أما الأولى فهى تدافع عن هويتنا، هل لم يجد هشام قنديل شخصاً صاحب كفاءة فى دار الكتب أو هيئة الكتاب أو المجلس الأعلى للثقافة بقوائمه الثرية بالخبرات والقامات أو المركز القومى للترجمة أو قصور الثقافة أو المسرح القومى أو الأوبرا أو مراكز الفنون التشكيلية أو أكاديمية الفنون أو حتى فى المعهد العالى للسينما نفسه غير مدرس مونتاج مع كامل احترامى له ولفن المونتاج ولكنه حتى فى هذه الجزئية المهنية البسيطة هو غير موجود بقوة على خريطة هذا الفن السينمائى الرفيع، ولا نجد له فى تاريخ السينما المصرية القديم والمعاصر غير بعض الأفلام القصيرة، يعنى ببساطة لا هو كمال الشيخ أو سعيد الشيخ أو رشيدة عبدالسلام!، إذن ما المعيار الذى اختار على أساسه قنديل مونتيرنا الهمام علاء عبدالعزيز وزيراً للثقافة؟، سؤال أسأله بمنتهى الجدية، وهو سؤال مشروع وأتمنى معرفة إجابته، ما الخطة التى أعلنها وما الهموم الثقافية التى يحملها هذا الوزير الجديد؟، ماذا سيفعل لو صودر كتاب يرفضه الإخوان فى معرض الكتاب؟، ماذا سيفعل وهو ابن معهد السينما لو صودر فيلم أو مُنعت مسرحية أو اضطهد كاتب بسبب آرائه؟، ماذا سيفعل فى مواجهة فتاوى هدم التماثيل وتحريم الموسيقى وتكفير السينما؟، ماذا سيفعل لإنقاذ الوجدان المصرى من الوهبنة التى أطاحت بفن المنشاوى وعبدالباسط ومحمد رفعت لصالح الحذيفى والسديسى؟، ماذا سيفعل وزير الثقافة الجديد والمونتير العتيد فى المونتاج المتعمد والقص القهرى القمعى الذى يحدث لذاكرة مصر التاريخية وكنوزها الثقافية لصالح دولة خليجية تاريخها لا يتجاوز نصف قرن؟، هل عندما كتب وزير الثقافة الجديد فى صحيفة الإخوان كان يعرف أنهم قتلة النقراشى والخازندار، والرحم الذى نمت فيه وتربت وخصبت كل تنظيمات الجهاد والتطرف؟، هل يعرف وزير الثقافة تكفيرهم لرموز ثقافية عملاقة مثل طه حسين الذى قطعوا رأس تمثاله، وبيكار الذى كفروه، وفرج فوده الذى قتلوه، ونجيب محفوظ الذى ذبحوه؟.
برجاء الرد يا وزير الثقافة، ولكن أرجوك ليس فى جريدة «الحرية والعدالة» التى لا يقرأها غير محرريها، وغالباً يستخسرون القراءة!.