مقال «اختيارى الطبى» الذى كتبته أنجلينا جولى فى الـ«نيويورك تايمز» أمس الأول عن تجربتها مع جراحة استئصال الثديين صار حديث العالم، ليس لأن كاتبته أشهر نجمات العالم فقط ولكن لمحتواه الإنسانى الرائع ولاختيارها الجرىء الصادم وصراحتها وصدقها فى التعامل مع مشكلة طبية حوّلتها إلى تجربة ثرية ورسالة حب تتعلم منها كل امرأة فى العالم، تخلصت أنجلينا من الألم بالقلم وحاربت السرطان بالعلم وواجهت الحقيقة بكل شجاعة واختارت أن تمنح أولادها الأمان والحنان بدلاً من أن ترحل عنهم سريعاً كما رحلت أمها ضحية لهذا المرض اللعين، بدأت القصة بإجراء أنجلينا جولى اختبار دم للجينات فاكتشفت أن لديها جين «BRCA1» الذى يرجح بنسبة 87% إصابتها بسرطان الثدى و50% بسرطان المبيض وهى بالفعل لم تُصَب بعد بالسرطان، لكنها تتوقع، فقررت أن تجرى جراحة استئصال ثديين تضحية من أجل أولادها الذين سألوها هل سيصبح مصيرها مثل مصير جدتهم التى اختطفها الموت وهى فى منتصف الخمسينات! من الممكن أن يستغرب الكثيرون فى مصر هذا الكلام، بل وربما يسخرون منه ويتعاملون معه باستخفاف، لكننى أرى فيه ثقافة مختلفة أكثر صدقاً وأكثر مواجهة وأكثر إيماناً، وأقولها ثانية: أكثر إيماناً وروحانية ورومانسية، وهذا يتناقض مع الكلام الفارغ الذى نصف به أنفسنا بأننا الأكثر عاطفة والغربيين هم المجتمع المادى الخالى من العواطف! نظرة على تبرعات أنجلينا جولى الخيرية وأطفالها الذين تبنتهم وتتعامل معهم بكل حب وعشق وأمومة طاغية ومنهم الإثيوبى والكمبودى والفيتنامى... إلخ، نظرة على كل هذا خالية من بهارات النصف الأسفل ووسواسه الذى يشغلنا ويحتل جماجمنا تجعلنا نرى هذه النجمة قديسة وملاكاً، تعالوا نقرأ مقتطفات من مقالها المهم وثلاثة أشهر من المواجهة مع السرطان المراوغ، كتبت أنجلينا جولى:
«فى 27 أبريل كنت قد أنهيت كل الإجراءات الطبية، لكنى أكتب تجربتى الآن لكى تستفيد منها امرأة أخرى تعرف أن مجرد تحليل دم سيوضح لها إمكانية إصابتها بالسرطان لتتخذ قرارها، فى أوائل فبراير بدأت بالحفاظ على الحلمة بما يسمى (NIPPLE DELAY) لكى تمدها بتروية دموية أكثر أثناء وبعد الجراحة، بعدها بأسبوعين أجريت الجراحة الكبرى التى استغرقت 8 ساعات وتمت فيها إزالة أنسجة الثدى وتركيب وزرع الـIMPLANT المؤقت وبعدها بتسعة أسابيع أجريت الجراحة النهائية واستعدت شكل الثدى بجراحة تجميلية، الجراحة ليست سهلة، لكنى أستطيع الآن طمأنة أولادى من خوف فقدى بعد أن انخفض توقع إصابتى بالسرطان إلى 5% فقط، أنا أحبهم وعلى استعداد للتضحية من أجلهم بأى شىء، أنا لم أفقد أنوثتى، ومن حسن حظى أن معى رفيق حياتى براد بيت الذى دعمنى أثناء وجودى فى مركز بينك لوتس وكان يتبادل معى الضحكات ويمنحنى حبه فى هذه الفترة العصيبة، سرطان الثدى يقتل كل عام 458000 سيدة حول العالم ومعظمهن فى الدول الفقيرة والمتوسطة وبتحليل بسيط من الممكن أن تتوقعى السرطان، لكنه ما زال تحليلاً مكلفاً، 3000 دولار ليس فى طاقة معظم السيدات».
أنجلينا جولى ممثلة جميلة، ليس هناك شك فى ذلك، لكنها بعد هذه التجربة ازدادت جمالاً فى عيون الناس.