قصة الصور البشعة التي غيرت مجرى "حقوق السود" في أمريكا
صورة مقتل ايميت تيل
جريمة كبرى هزت الولايات المتحدة الأمريكية، بطلتها سيدة تُدعى "كارولين بريانت"، تبلغ من العمر 21 عاما، تركت مدرستها الثانوية وهي في السابعة عشرة لتتزوج من جندي يدعى بريانتت، يبلغ عمره الآن الرابعة والعشرين، وأنجب الزوجان ولدين أحدهما في الثالة والآخر في الثانية، وافتتحا مخزنًا صغيرًا في طريق جانبي يسمى طريق "بوني".
تعود تفاصيل تلك الجريمة إلى عام 1955، وبطلها هو الطفل الأمريكي من ذوي الأصول الإفريقية، يُدعى إيميت تيل، في ولاية ميسيسبي، الذي تعرض للقتل على يد السيدة "كارولين"؛ بسبب الخلافات العنصرية.
ففي مساء أحد أيام شهر أغسطس 1955 كان (روي) غائبًا في تكساس، وكانت كارولين تقف في المخزن بمفردها وجرت العادة أن يظل المخزن مفتوحا حتى الساعة التاسعة مساء، وانتظرت كارولين أن يأتي زوجها ليصطحبها معه إلى المنزل، ولكن حدث في السابعة والنصف من هذا المساء أن أقبل أربعة شباب زنوج تتراوح أعمارهم بين الثالثة عشرة والتاسعة عشرة، ووقفوا بسيارتهم الفورد القديمة، ووقف "إيميت" مع رفاقه أمام المخزن وأخذ يتحدث عن فتاته البيضاء، ثم أخرج لأصحابه صورة من حافظته لفتاة بيضاء وأخذ يفخر أمامهم بنجاحه في كسب حبها.
وقال له أحد الفتيان الذين يقفون معه إنك تبالغ كثيرًا يا صديقي.
وأضاف: "هناك في المخزن امرأة بيضاء جميلة.. أرنا مهاراتك في الحصول على موعد منها"، وقبل "إيميت" التحدي فدخل المخزن واقترب من صندوق الحلوى فطلب منها شوكولاتة بما قيمته 5 دولارات وأعطته كارولين طلبه، وحينئذ أمسك "إيميت" بيدها، وقال لها: "أعطني موعدا يا فتاتي"، فسحبت كارولين يدها بعنف، ولكن "إيميت" أمسكها من خصرها وهو يقول لها: "لا تخافي يا فتاتي... فقد عرفت قبلك فتيات بيضاوات كثيرات".
ولم يكد ينقضي نهار يوم الخميس حتى شعرت "كارولين" بأن القصة قد ذاعت في المدينة كلها، وسمع زوجها "روي" سمع القصة من أحد الزنوج وعرف منه أن مرتكب الحادث شاب زنجي في ضيافة عمه، واضطرت كارولين حينئذ أن تقص على زوجها (روي) حقيقة ما حدث.
وعلى الفور توجَّه الزوج الغاضب إلى منزل الطفل الأسود، وخطفه من منزل عمه، وخرج به إلى مخزن بعيدًا، وأطلق عليه الرصاصات في أنحاء متفرقة من جسده.
وقرر المحلفون في مختلف الأدوار التي مرت بها القضية عدم إدانة المتهمين بخطف الطفل وقتله؛ لعدم توافر الأدلة.