على الرغم من أن التعديل الوزارى على حكومة «قنديل» قد اقتصر على 9 حقائب وزارية فقط من بين 36 حقيبة، فإنه خرج فى النهاية ليرسم ملامح حكومة يحتار المراقب فى وصفها ما بين حكومة «كالجديدة.. استعمال طبيب».. أو حكومة «الدهن فى العتاقى».. أو حكومة «العند يورّث الكفر».. أو حكومة «كرامات وإن جاز» أو حكومة «أمينة شلباية»!!
على أية حال خرجت الحكومة فى شكلها المعدّل «إكصدام فبر وفوانيس شبورة» لتبدو كالجديدة «استعمال الدكتور قنديل» الذى لم يكن يعلم أن حكومته ستضم 9 وزراء جدد فقط بدلاً من 11 وزيراً بعد أن صدرت التعليمات من مقر المرشد!
الحكومة المعدّلة جاءت ترجمة حرفية للموروث الثقافى المصرى «الدهن فى العتاقى»، إذ انفرد وزير واحد من بين الـ9 وزراء الجدد بصغر سنه «35 عاماً» فيما بدا وكأن ذلك هو المؤهل الوحيد لتوليه منصباً وزارياً يبعد تماماً عن تخصُّصه بُعد حلايب وشلاتين -التى أصبحت رهناً لعلاقات الأخوة مع البشير والفرع الجنوبى للجماعة- عن مرسى مطروح، إذ إن مسئول المبيعات فى إحدى شركات الاتصالات بات وزيراً للاستثمار!
وبكل موضوعية فإن التشكيل الجديد للوزارة قد التزم سياسة العناد والاستعلاء التى تتبعها الجماعة منذ أن «اُبتليّت» مصر قبل نحو 10 أشهر بـ«الخير» الذى حمله إلينا الأهل والعشيرة، فإذا كان الرأى العام ومختلف القوى السياسية قد أجمعوا على ضرورة تشكيل حكومة «محايدة» لإدارة الانتخابات البرلمانية المقبلة فقد جاء التعديل متمسكاً برئيس الوزراء الذى طالما تعرّض لانتقادات حادة من الجميع، بما فيهم أعضاء الجماعة ذاتهم، إلى جانب الإبقاء على وزراء اختصموا الرأى العام، بينما أطاح بوزراء كانوا محلاً للإشادة بجهود الجماعة نفسها!
على كل حال فإن «كرامات» التشكيل المعدّل قد لاحت فى الظهور بعد أقل من 48 ساعة من إعلانه «تكبير».. إذ سرعان ما أعلن وزير الثقافة -الذى تحوّل مساء الاثنين الماضى إلى طبق «أومليت» نتيجة رشقه بالبيض من جانب المواطنين فى أحد مطاعم وسط القاهرة- تغيير اسم مكتبة الأسرة، ليصبح مكتبة الثورة، وهو «إن جاز» لو تعلمون عظيم «تكبير».. إضافة إلى أن وزير الزراعة الجديد قد أعاد افتتاح موسم حصاد القمح فى قرية «سفير الأهل والعشيرة لدى القصر الجمهورى» الدكتور مرسى، على الرغم من أن سابقه كان قد افتتح الموسم قبل ذلك بأسبوعين».. وأترك لك حرية اختيار الصفة التى تراها مناسبة لتصرُّف الوزير الجديد!!
بشائر إنجازات الحكومة الجديدة «تكبير».. لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى تحديد 5 أرغفة يومياً لكل مواطن، أى بمعنى أقل من رغيفين فى كل وجبة، دون أن تراعى أن العيش «نعمة» فى مجتمع يعتمد عليه اعتماداً كلياً لسد الجوع، وبعده «كوباية شاى» للتحلية، وذلك حرصاً من جانب الحكومة على الحفاظ على رشاقة المواطنين، بما يجعلها بالفعل حكومة «أمينة شلباية»!!
ألم أقل فى البداية إن المرء يحتار فى تسمية هذه الحكومة المعدّلة التى جاءت ضمن الخير الذى حمله الأهل والعشيرة لنا.. «وكفاية.. ما تبسطهاش أكتر من كده»!!