وقائع من دفتر تعذيب «البهائم»
صورة أرشيفية
فارق ضخم بين هؤلاء الذين التحقوا بكلية الطب البيطرى حباً فى مناهجها وأملاً فى أن يصبحوا أصحاب رسالة سامية، وآخرين لم يجدوا سواها لتمنحهم لقب «طبيب»، النتيجة تبدو واضحة فى ممارسات غير إنسانية تبدأ مع السنة الأولى داخل كليات الطب البيطرى ولا تنتهى بالتخرج، ففى بعض الأحيان يكون الأمر مجرد بداية لمأساة أكبر، يمارس خلالها صاحب اللقب الرحيم أفعالاً لا تنتمى إلى الرحمة بأى شكل. آلاف يمرون بالتجربة المأساوية، داخل الكليات البيطرية، بعضهم تصيبهم الصدمة ويصمتون تحت شعار «الضرورة العلمية»، وبعضهم يقرر الخروج عن النص كى يفضح الممارسات التى تبدأ بالتعذيب وتنتهى بالقتل، جرائم متكاملة بحق كائنات خرساء، ينتهى الحديث عنها دائماً ببعض التأنيب، وأحياناً بلاغات تحظى بالحفظ فى النهاية مع بعض «الفضائح» التى تخفت مع الوقت. اختلاف ضخم بين الفلسفة التى تحكم تعليم وعمل الأطباء البيطريين حول العالم، عن مثيلتها فى مصر، ففى الوقت الذى يتم وصم طالب البيطرى فيه بأنه «دكتور بهايم»، على سبيل التندر، بالرغم من سلامة الوصف، بل وتحوله فى كثير من الأحيان لعنوان نصوص أدبية عظيمة كـ«مدينة البهائم» لإيزابيل الليندى، و«فى هجاء البشر ومديح البهائم والحشرات» لأحمد إبراهيم الفقيه، تحصرهم الدولة فى وظائف مراقبة المذابح والسلخانات، والمزارع، ليغيب هدف «تخفيف الألم» و«العلاج» عنهم، اللهم إلا إذا كان المستهدف حيوانات أليفة من عينة الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات المنزلية، أما بقية الحيوانات فى عرف القانون وأساتذة الكلية والمجتمع فمجرد أشياء بلا إحساس أو روح، وظيفتها الجر أو الذبح أو الموت إن كانت ضالة فى الشوارع تحت إشراف أطباء مديريات الطب البيطرى تارة بالسم وأخرى بالقنص، «الوطن» حاولت الاقتراب من ذلك العالم المرعب للحيوانات داخل الكليات والمعاملة حيث يحظى الحيوان الواحد بالكثير من العذاب تحت شعار «العلم».