بعيداً عن كل مناقشات حادثة الجنود المختطفين وما إذا كانت مكيدة إخوانية لرفع الضغط عن الإخوان وتخفيف مشاعر الغضب التى باتت تشتعل حولهم، أو كانت مؤامرة جهادية يقودها أيمن الظواهرى الذى تقول الشائعات إنه فى سيناء الآن، وتساؤلات الناس عن حقيقة الخاطفين ومصيرهم. وبعيداً عن مشاكل الكهرباء وانقطاعها رغم ما أفضى إليه من كوارث وضيق فى الأنفس والصدور مع ضغط حرارة الجو والامتحانات. أجدنى مشدودة للحديث عن ظاهرة «التأخون» التى بات يمارسها البعض ممن لم يكن لهم أدنى علاقة بالإخوان طيلة حياتهم، وباتوا ينتشرون فى كل المجالات والوزارات والهيئات اليوم طمعاً فى ما قد يجود به زمن الإخوان عليهم من مناصب أو هبات أو نفحات ومصالح. ولا أدعى إصابتى بأى اندهاشة من هؤلاء التابعين الذين لا خلق لهم ولا دين الذين تجدهم فى كل عصر يتيهون بين موائد السلاطين، بمنطق عاش الملك.. مات الملك ودُفن فى الطين. بل تصيبنى الاندهاشة ويفغر لها فاهى «أد كدهه» ممن يصدقونهم ويستمعون لهم ويجدون فى كلامهم حُلو الحديث. تماماً مثل ذلك الإعلامى الذى كان ضالعاً فى الحزب الوطنى ومن أعمدة مبناه، وعضو لجنة السياسات وصديقاً صدوقاً لمن هو لا زال على قيد الحياة ومن مات. وكم من دعاوى وأوراق فى هيئات الرقابة تحوى أسراره ومخالفاته، ورغم ذلك يطل اليوم علينا بطلعته البهية مرتدياً ثوب الحياد، بينما هو مقرب من فؤاد مكتب الإرشاد!!! ويصدقه الغلابة حتى ممن أعرف عمق فكرهم!!! يا نهار ألوان.. ألهذا الحد باتت ذاكرتنا كذاكرة سمكة؟ أو ذلك الوزير الذى لا علاقة له بالإخوان ولكنه بات يبغبغ بلسانهم ويهاجم من ينتقدهم بداعٍ أو بدون، خوفاً من وكيل الوزارة الإخوانى الذى يعمل معه ويطمع فى كرسيه الوزارى إن آجلاً أو عاجلاً، ويخشى سيادة الوزير المحترم أن يذهب وكيله لأسياده مخبراً إياهم بأى وقيعة قد تطيح بكرسى الوزارة المغرى المبهر الذى قد يكون درجة فى سلم الإخوان ومن يعلم ماذا سيأتى بعده! أو تلك الناشطة صاحبة الجمعية الأهلية المستوردة للمعونات الخارجية، التى تنظم ندوة لسيدات الإخوان -الأخوات- محتلات المناصب وعضوات الهيئات، فتبدى تصنعاً لا يغفله طفل صغير فى أن سبب الاجتماع هو تقريب وجهات النظر ونسيان ما كان، لأنها -يا كبد عين أمها- لم تكن تعلم حقيقة الأخوات!!! يا نهار يا ولاد.. أو رجل الأعمال الذى يعرف الجميع أنه مُحَلل كافة الصفقات السياسية المشبوهة من العصر اللى فات، ويذهب له من يحتاج دعماً فى أمر من الأمور حتى لو خالفه المزاج، وكله بتمنه!!! وحتى لا أستمر فى سرد النماذج القادرة على بيع أى شىء وفى أى وقت دون أن تصيبك بأى اندهاشة لأنها شخصيات طفيلية تعيش على فضلات الأسياد أياً كانوا، دعنى أواصل معك تعجبى من تصديق البعض لهم وتسليمهم بأنه فى الإمكان امتلاكهم لمفاتح الخير والمنفعة! كيف يمكن ذلك وهم للضمير فاقدون؟ تتحدث ألسنتهم بما ليس فيهم ولا به يؤمنون؟ قلتها وأقولها مراراً لم يكن الفساد فى رأس مبارك وحاشيته ولكنه كان فساداً ممنهجاً من الرأس وحتى بقية الجسد. واقعنا يؤكد أننا بتنا فى حاجة لنخبة جديدة وأناس أفضل وقوانين تضع النظام لمحاسبة الفاسد، لا على طريقة الإخوان فى اختيار أتباعهم ولكن على طريقة الدولة الباحثة عن غد حقيقى لأبنائها. ولهذا تأخونْ تسلمْ عزيزى الفاسد.. أما أنت يا صديقى المُضلل بنخبة فاسدة، فلن أقول لك سوى لا تتأخون ولو أخونوك.