سعيد صالح: شربت مخدرات .. وزرت بيت الله 18 مرة
أضحكنا فى الوقت الذى قالوا فيه إن الضحك أكذوبة، ودفع من عمره فى السجن ضريبة ذلك، وفى عز الأزمات لا تجد على وجهه إلا ابتسامة الرضا.. ظلمه البعض أحيانا، وظلم نفسه أحيانا أخرى، ولكنه ظل فى قلوب الناس عملاقا فى كل الأحيان.
إنه سعيد صالح، الذى يفتح عقله وقلبه لـ«الوطن» فى هذا الحوار الإنسانى الذى نستعيد فيه ذكرياته فى الفن والحياة. وكعادته دائما أضحكنا وأبكانا، وباح لنا بأوجاعه وآلامه، وأفراحه وأحزانه أيضا، واعترف بأخطائه فى لحظة بوح نادرة.
■ ما جديدك فى رمضان المقبل؟
- أقوم بدور «رشاد البنهاوى» فى مسلسل «9 جامعة الدول» مع خالد صالح، كما أشارك فى مسلسل الست كوم «شوقية وعيال عيالها».
■ هل يزعجك الآن القيام بالأدوار الصغيرة بعد أن كنت البطل الأول فى أعمالك؟
- لا مانع عندى أن أمثل مع أى فنان، وخاصة الشباب الجدد لأنهم يمثلون المستقبل، وعلينا الوقوف بجانبهم، إضافة إلى أننى عندما أحب الدور أمثله فورا مهما كان حجمه.
■ تألقت فى الأدوار الكوميدية، فهل كان يرهقك تمثيلها؟
- طبعا.. لأننا شعب دمه خفيف، ومن الصعب أن تنقلى له الواقع المر بطريقة كوميدية «من غير ما ننكد عليه»، والحمد لله الناس أحبتنى فى هذه الأدوار.
■ رافقك الزعيم عادل إمام فى العديد من أعمالك، فماذا يمثل لك؟
- «هو حبيبى وأنا حبيبه ويخرب بيت اللى يقول غير كده».. فنحن نتقابل كثيرا، ولا يمر يوم إلا ويحدثنى تليفونيا ويطمئن على صحتى وأحوالى، وعندما كنت فى المستشفى لم يكن يمر يوم إلا ويأتى ليطمئن على صحتى، ولكن البعض أشاعوا أن هناك خلافات بيننا، وهذا الكلام غير صحيح ومجرد وقيعة، فأنا «ممكن اتخانق مع ابويا، لكن مش ممكن اتخانق مع عادل إمام».
■ وما رأيك فى الهجوم الذى تعرض له فى الفترة الأخيرة؟
- «منهم لله.. بيحرقولنا دمنا لدرجة إنهم خلوا النوم صعب علينا»، وهنا أتساءل: بأى حق يحاربون عادل إمام الذى أصبح رمزا للفن؟ هل فجأة أصبحت أعماله فيها ازدراء إنهم ناس «عايزين يبينوا إنهم ناس جبارة» ويبدو أنهم لا يجدون شيئا يفعلونه.
■ وما رأيك فى محاولة بعض أعضاء متأسلمى البرلمان منع عرض «مدرسة المشاغبين» فى التليفزيون مرة أخرى؟
- المسرحية تُعرض منذ أكثر من 30 سنة، فهل اكتشفوا اليوم فجأة أنها تسىء للتعليم؟ لقد كانت هذه المسرحية جديدة على المسرح، وأعجبت الشعب المصرى كله، ولو أرادوا منعها فعليهم أن يأخذوا موافقة الشعب المصرى كله.
■ تعرضت لأزمات كثيرة فى حياتك ومنها لحظة دخولك السجن.. حدثنا عن هذه الفترة.
- سُجنت مرتين فى حياتى، ولا أخفى عليك أنها كانت أجمل أيام حياتى فى السجن.. المرة الأولى كانت 45 يوما بتهمة الخروج على النص فى مسرحية «كلام حبيبى» حين تكلمت فى السياسة عن الرؤساء الثلاثة، والحقيقة أنى فخور بهذا الحبس، أما المرة الثانية ورغم أنها كانت ظلما فإننى سعيد بها أيضا، لأن هذه السنة كانت من أجمل سنوات حياتى.
■ حدثنا عن هذه المرة.
- كان هناك قاض يتربص بى لأنى «شتمته»، فلفق لى هذه التهمة، حيث اتفق مع صديق لى على وضع كمية من الحشيش فى بيتى، وبالفعل دخلوا وقبضوا علىّ وسُجنت عاما.
■ وما سر سعادتك بهذا الحبس؟
- لأننى قابلت فيه شخصيات رائعة، منهم عم يوسف وهو رجل دين بحق، وأنصح كل من يفترون باسم الدين أن يتعلموا منه، فهو الذى علمنى الصلاة، وقال لى: لو عاوز تكلم ربنا صلى ولو عاوزه يكلمك احفظ القرآن، وبالفعل حفظت ثلثى القرآن.
■ وهل صحيح أنك تعاطيت المخدرات فى فترة من حياتك؟
- نعم، تعاطيت المخدرات، ونادم على ذلك، وقد تبت، وحفظت القرآن، وأشعر أن ربنا تقبل منى لأنه جعلنى أحج منذ خرجت من السجن 18 مرة.
■ وما حكاية تعرضك للسرقة من زوجتك؟
- لقد سرقتنى بعدما فتحت لها بيتى مرة أخرى بعد انفصالنا لأول مرة، وذلك كله من أجل ابنتى، كما تحملتها زوجتى الحالية «شيماء»، ولكنها كانت ناكرة للجميل، فانتظرت حتى استغرقنا فى النوم، واستعانت بخمسة عشر عاملا، وسطت على كل ما فى البيت من أثاث وتحف، بما يعادل نصف مليون جنيه وهربت، ورفعت عليها قضية، ولكنى لم أعثر عليها حتى الآن.
■ وكيف تصف علاقتك بزوجتك الحالية؟
- زوجتى الحالية بنت حلال، فقد كانت صديقة ابنتى، ولم تقبل منى شبكة ولا مهرا، فهى تحبنى وترعانى وتفهمنى، وهى الأقرب إلى قلبى.
■ وعلاقتك بابنتك؟
- ابنتى «هند» حبيبتى رغم أنها لا تسأل عنى كثيرا، وتفضل أمها أكثر منى، ولكنى أحبها، وهى فلذة كبدى.
■ متى تبكى؟
- عندما يقع شخص فجأة، ولا يستطيع الحركة، مثلما حدث لى عند إصابتى بالجلطة مؤخرا، فقد كنت عائدا من التصوير، ونزلت من سيارتى، فلم أستطع أن أقف، ونقلونى إلى المستشفى، عندها فقط قدرت قيمة نعمة الصحة، وقيمة الأصدقاء كعادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأشرف عبدالغفور.
■ ومتى تضحك؟
- لا أحد يستطيع أن يضحكنى مثل ياسمين عبدالعزيز، فعندما أرى أعمالها أضحك من قلبى، وكذلك محمد هنيدى ومحمد سعد.