تقرير حكومى يوصى باستبدال السيارات التى مر على صناعتها 20 عاماً بأخرى جديدة
الزحام عنوان رئيسى فى كل شوارع القاهرة
كشف تقرير حديث صادر عن وزارة البيئة أن الدراسات العالمية التى أجريت لحصر التأثيرات السلبية، والتدهور البيئى الناتج عن قطاع النقل، أظهرت أن الانبعاثات المختلفة لـ«المركبات» تؤثر على صحة الإنسان، وتصيبه بأمراض القلب، والجهاز التنفسى، كما تؤثر على جهازه العصبى، وقد يؤدى التعرض لاستنشاق عوادم المركبات لمدة طويلة إلى الإصابة بالسرطان.
وأضاف «التقرير»، الذى حصلت «الوطن» على نسخة منه، أن هناك تأثيرات غير مباشرة لعوادم المركبات مثل الاحتباس الحرارى، والتغير المناخى، إضافة لتحول بعض الغازات مثل أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت إلى أحماض فى وجود رطوبة وأمطار لتؤثر على المبانى بصفة عامة، والمبانى الأثرية بصفة خاصة.
«البيئة»: انبعاثات المركبات القديمة تؤثر على صحة الإنسان وتصيبه بأمراض القلب والجهاز التنفسى
ولفت التقرير إلى أن استنشاق ملوثات المركبات يصيب السائق بالتعب والإرهاق وفقدان القدرة على التركيز، مما قد يصبح عاملاً مساعداً ومؤثراً فى حوادث الطرق التى تودى بحياة البشر يومياً. وأشار إلى أن العوادم الصادرة من وسائل النقل والمواصلات فى مصر تحتل النصيب الأكبر من تلوث الهواء، خاصة بإقليم القاهرة الكبرى الذى يعانى من كثافة سكانية عالية، والتى أدت بدورها لزيادة المركبات عن الطاقة الاستيعابية للطرق والكبارى والأنفاق التى تُعد غير ممهدة وغير مهيأة لاستقبال هذا الكم الهائل من المركبات التى تجوب شوارع القاهرة يومياً.
وأضاف: «ينخفض متوسط سرعة المركبات وحدوث الكثافات المرورية العالية التى تشهدها شوارع وميادين العاصمة يومياً، وزيادة كمية الغازات المنبعثة من عوادم المركبات نتيجة التوقف المستمر للمركبات الناتج من الازدحام المرورى والممارسات الخاطئة من قبَل بعض قائدى المركبات». وأوضح أن هناك زيادة مطردة فى أعداد المركبات المرخصة، التى تزيد على 8.6 مليون مركبة بجميع المحافظات، و3.7 مليون مركبة داخل إقليم القاهرة الكبرى، مضيفاً: «ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة إلى أهمية التوجه نحو النقل الأخضر الصديق للبيئة، وتشجيع استخدام وسائل النقل الجماعى للركاب، إضافة إلى وضع الخطط والسياسات داخل المدن المزدحمة، وكذلك عند إنشاء المدن الجديدة، وذلك لتخفيف حدة الاختناقات المرورية، وما ينتج عنها من ارتفاع فى درجات الحرارة، وكذلك معدلات التلوث».
وتابع: «وفى ظل زيادة عدد السكان فى مصر، وإقليم القاهرة الكبرى، وما يتبع ذلك من زيادة الطلب على وسائل النقل، والازدحام المرورى الشديد، والانبعاثات الصادرة من المركبات؛ فإن الدولة ممثلة فى الوزارات والهيئات المختلفة تقوم بتنفيذ بعض المشروعات القومية الهامة لمواجهة هذه الزيادة فى عدد السكان وما يتبعها من أزمات».
ووصف تقرير الوزارة «شبكة مترو أنفاق القاهرة الكبرى» بأحد المشروعات القومية الهامة التى تنفذها وزارة النقل بالتعاون مع الجهات المعنية بهدف تشجيع استخدام وسائل النقل الجماعى الصديقة للبيئة التى تحقق السيولة المرورية، وتحد من الطلب على استخدام الطاقة، وتقلل من انبعاثات المركبات. وشدد على أن جميع الدراسات التى تمت بالقاهرة الكبرى تُجمع على ضرورة تنفيذ شبكة خطوط مترو أنفاق القاهرة الكبرى تتكون من 6 خطوط، منها الخط الأول، الذى يعمل منذ عام 1987، والخط الثانى، الذى يعمل منذ 1996، والخط الثالث الذى بدأ عمل المرحلة الأولى منه فى فبراير 2012، ثم الخط الرابع من غرب الطريق الدائرى خلف دريم لاند إلى القاهرة الجديدة بطول 43 كيلومتراً، والخط الخامس من مدينة نصر حتى الساحل بطول 24 كيلومتراً، والخط السادس من المعادى الجديدة حتى الخصوص بطول 30 كيلومتراً».
وأكمل: أصبحت شبكة مترو أنفاق القاهرة الكبرى كوسيلة نقل جماعى هى الحل الأمثل للوفاء باحتياجات النقل فى القاهرة الكبرى، مشدداً على ضرورة استكمال خطوط المترو بالقاهرة، بالإضافة إلى التوسع فى إنشاء خطوط جديدة لمترو الأنفاق بجميع المحافظات المصرية، مع العمل على الاهتمام بالإصلاح، والصيانة، وتجديد عربات المترو، من أجل تقديم خدمة مميزة للمواطن تشجعه على استخدام وسائل النقل العامة وترك السيارة الخاصة.
وعن مشروع استبدال «التاكسيات» القديمة بالقاهرة الكبرى قال إنه جرى استبدال 45 ألفاً و256 تاكسياً قديماً بأخرى جديدة، وإخراجها من الخدمة حتى نهاية عام 2015، موضحاً أن أعمال التخريد وإعادة التدوير للتاكسيات المستبدلة من خلال المشروع جرت من قبَل لجنة مشتركة من وزارات المالية، والداخلية، والبيئة.
وطالب تقرير الوزارة بتعميم فكرة المشروع ليشمل استبدال جميع التاكسيات التى مضى على صنعها 20 عاماً بجميع المحافظات، بالإضافة لاستبدال وسائل النقل الأخرى مثل الميكروباصات القديمة، والموتوسيكلات ذات المحركات ثنائية الأشواط، وغيرها من وسائل النقل المتهالكة التى يصدر عنها حجم كبير من الانبعاثات الملوثة للبيئة. واقترح التقرير إقامة منشأة متكاملة، ومتخصصة فى تخريد وإعادة تدوير المركبات القديمة المكهّنة التى تتسبب فى تلوث البيئة وتعطيل المرور بجميع أنواعها: تاكسيات، وميكروباصات، وسيارات ملاكى، والسيارات الناتجة من الحوادث، وموتوسيكلات، وغيرها، مردفاً: «على أن يراعى فيها جميع الاشتراطات الفنية والبيئية لضمان التخريد، وإعادة التدوير الآمن، والاستفادة المثلى من المركبات المكهّنة». وأوضحت «البيئة» أنها تنفذ العديد من المشروعات فى هذا الشأن.