لم يغلق ملف توريث الحكم بثورة 25 يناير، فنحن أمام نظام يحكم وهو (تحت وصاية المرشد)، ومعه (شوية عيال) يتلاعبون بمراكز الآباء على «تويتر» أو يسبون ضباط الشرطة.. فهل يعرف أحدكم من هو «سعد»؟؟.
«سعد» هو نجل نائب المرشد العام للإخوان المسلمين «خيرت الشاطر»، والملقب بـ«أردوغان مصر».. ستسأل ما علاقة «سعد» بالسياسة، ولماذا يتطاول على المعارضة ويقذفهم بالتغريدات؟؟. سأقول لك: (يعنى هى جت على سعد؟؟).
كل رموز «الحرية والعدالة» يسبون المعارضة ويرهبون الخصوم ويكفّرون المجتمع، وطبيعى أن تنتقل حالة «الذعر»، التى صاحبت انهيار عاصمة الحكم الإسلامى فى إسطنبول «كما يرونها»، إلى الأولاد.
«تركيا» تمردت، وقال الشعب لرئيس الوزراء «رجب طيب أردوغان»: ارحل، احتجاجاً على تحويل حديقة تاريخية إلى مركز تجارى.. «ما ذنب النباتات»؟
تركيا التى ترنحت طويلاً، (كمن يرقص على السلم)، بين نظام نصفه علمانى والآخر إسلامى، انتقلت من دول العالم الثالث وانتظرت فى الطابور طويلاً لتدخل الاتحاد الأوروبى.. وبينما هى تقفز باقتصادها للأمام كانت تصعد على جثة الشعب المكبوت!.
الاقتصاد الذى يُصنف الآن ضمن أقوى 20 دولة، والسياحة التى تجلب 30 مليون سائح فى العام، لم تقضِ على البطالة ولا الفقر فى تركيا!!. وبالتالى تحولت المظاهرات ضد اغتيال الأشجار إلى انتفاضة شعبية.. بسبب عنف الشرطة مع المتظاهرين.
هنا ظهر شبح «سعد».. وكأنه لقن «أردوغان» حكمة الجماعة، فخرج «أردوغان» يتهم المعارضة بترويج الأكاذيب لإشعال الموقف، واتهم حزب «الشعب الجمهورى»، بتأجيج الاحتجاجات.. وأخذه الغرور إلى درجة وصف المتظاهرين بأنهم «مجموعة مخربين»!!.
فهل «أردوغان» أيضاً «جلده سميك»، هل يتصور أن الديمقراطية هى «الحكم إلى الأبد»، أم نسى أن الدستور التركى ينص على إقالته إذا استمر التصعيد ضد سياساته 40 يوماً؟؟.
قد يُقال «أردوغان» قبل نشر المقال، أو تخمد الاحتجاجات الشعبية ضده، لكنه أثبت للرأى العام العربى الذى يعتبره «بطلاً» أنه «كاذب».. كذب حين قال لـ «مبارك» أثناء ثورة يناير: «إننا بشر ونحن إلى زوال، فاستمع إلى مطالب شعبك»!.
لقد انفجر بركان الغضب فى ميدان «تقسيم»، رغم الغاز المسيل للدموع وسحل المواطنين، وانسحبت الشرطة من أمام المتظاهرين، الشارع التركى ملّ محاولة حزب «العدالة والتنمية» «أسلمة» المجتمع من جهة.. ونفاق الاتحاد الأوروبى من جهة أخرى بتطبيق قانون يحظر بيع الخمور بعد العاشرة مساءً.. وخرجت الناس فى الشرفات تطبل على (الحلل) رفضاً لحالة الشيزوفرينيا السياسية التى يعيشونها، ونعانيها نحن فى مصر!!.
لم يقم أحد منا بدبلجة حركة «تمرد»، ولا قام العلماء العرب باستنساخ حكامنا، لكن من يرفع سيف الله ليذبح شعبه يسقط تحت أحذية الشعب!.
لقد تلاعب «أردوغان» بورقة الدين وسوّق نفسه كرجل صالح لرئاسة الجمهورية، وأخذ يتحدث -فى المؤتمر الأخير للحزب- عن الاضطهاد الذى تعرض له الشعب لفصله عن هويته ودينه، تماماً كما يفعل بنا الإخوان.. لم يتبقَّ سوى أن يحدثنا «أردوغان» عن (صوابع تلعب فى إسطنبول).. ومؤامرة (فى الحارة المزنوقة).. ليتحول خروج تيار الإسلام السياسى من البوابة العثمانية خروجاً نتندر عليه أثناء انتظارنا ليوم 30 يونيو!!.