مصدر بـ "البترول": 10 لترات بنزين يوميا لمستحقى الدعم بدلا من 5.. وخبراء" "الكروت الذكية" ستزيد عمليات التهريب
قال خبراء فى مجال البترول إن فكرة تطبيق الكروت الذكية وغياب قاعدة بيانات واضحة المعالم وعدم جاهزية محطات التموين بالماكينات «الفيزا» ستزيد من تهريب البنزين والسولار المدعم، على الرغم من إصرار مسئولى «البترول» على نجاح المنظومة فى القاهرة فى بداية مرحلتها الأولى.
وبدأ تطبيق منظومة استخدام «الكروت الذكية» فى شحن وتفريغ حمولات الوقود كمحاولة لمواجهة جرائم تزايد عمليات الهجوم على محطات التموين لتهريب البنزين والسولار المدعم، وبدأ التشغيل التجريبى لمحطات البنزين بمنطقة مسطرد وعدد من محطات الوقود التابعة لشركة شل العالمية فى الجيزة والقاهرة.
وكانت الحكومة حددت أول يوليو المقبل لتطبيق النظام، لكن يبدو أن مفاوضات صندوق النقد الدولى لتمرير قرض بقيمة 4.8 مليار دولار، دفعت لتعجيل تطبيق نظام الكروت الذكية لترشيد دعم الوقود.
وأكد المهندس طارق البرقطاوى، رئيس الهيئة العامة للبترول، نجاح تجربة الكروت الذكية بعد عملها فى 3 محطات، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسى من التجربة الجديدة هو السيطرة على عمليات التهريب، من خلال مراقبة عمليات الشحن والتوزيع والتفريغ.
وأوضح البرقطاوى لـ«الوطن» أنه جرى توصيل أول شحنة من البنزين والسولار بالكروت الذكية لثلاث محطات وقود اليوم، الأولى بطريق مصر - الإسكندرية الصحراوى، والثانية بمنطقة التجمع الخامس والثالثة بمنطقة الجيزة بشارع البحر الأعظم، ومن المقرر تطبيق تلك المنظومة على سيارات الميكروباص وسيارات النقل خلال أول يوليو والسيارات الملاكى أول أغسطس المقبل.
فى سياق متصل، توقع مصدر بوزارة البترول منح المواطنين مستحقى الدعم 10 لترات بعد الانتهاء من حصر البيانات فى المحافظات مع إدارات المرور بدلاً عن الـ5 لترات التى حددها وزير البترول السابق المهندس أسامة كمال.
وأضاف لـ«الوطن» أن المرحلة الثانية هى التى ستحدد نجاح منظومة البطاقات الذكية فى محطات التموين، لتوصيل 80% من الدعم إلى مستحقيه بدل إهداره على الأغنياء والسفارات الأجنبية والمصانع التى تبيع منتجاتها بالسعر الحر.
وأشار إلى أن «الرئاسة» اتفقت مع «البترول» على توزيع البطاقات الذكية على جميع أصحاب السيارات أوائل يوليو المقبل، لتجربة المنظومة خلال المرحلة الأولى وتبليغ رسالة قوية إلى تجار السوق السوداء لمنع التهريب.
وقال المصدر إن نسب عجز السولار يوم السبت الماضى فى المحافظات بلغت 30% بالسوق المحلية و15% فى البنزين، خصوصاً بنزين 80 بمحافظات الوجه القبلى والبحرى، على الرغم من قيام «المالية» بصرف 525 مليون دولار مؤخراً قبل بدء منظومة الكروت الذكية بالسوق المحلية لمنع عمليات تهريب البنزين والسولار من محطات التموين.
من جانبه، قال مدير عام محطة وقود تابعة للشركة شل العالمية إن تجربة الكروت الذكية جرى تجربتها من فترة على الغاز الطبيعى وفشلت بشكل كبير، وتم إلغاؤها بعد توقف ماكينات الفيزا لكثرة أعطالها ما جعل هناك حالات تكدس كبرى أكثر بكثير من الحصول على البنزين والسولار من محطات الوقود.
وأوضح لـ«الوطن»: أبلغنا شركتنا «شل» الهولندية بفشل تجربة الكروت الذكية وطالبنا بمخاطبة مسئولى البترول بعدم تطبيقها فى محطات الوقود، خصوصاً أن 80% من المحطات على مستوى الجمهورية تحتاج صيانة شهرية على عكس المحطات فى المناطق الراقية بمصر.
وقال الدكتور إبراهيم زهران، الخبير البترولى، إن الحكومة تعمل من خلال منظومة الكروت الذكية على محاربة تجار السوق السوداء وليس الهدف الرئيسى هو توصيل الدعم إلى الفقراء فى مصر المستحقين للدعم بدلاً من السفارات والصناعات الكثيفة ومتوسطة الاستهلاك، ومن الغريب أن تبدأ فى تجربة منظومة دون قاعدة بيانات واضحة وتنتظر نجاحها فى المحافظات التى تعانى من أزمة وقود منذ أكثر من 5 أشهر.
وأوضح زهران فى تصريحات لـ«الوطن» أن مشروع الكروت الذكية لتوزيع البنزين هو مبادرة لإثبات نية مصر لصندوق النقد فى ترشيد الطاقة خلال السنوات المقبلة لاعتماد القرض الدولى ورفع تصنيف مصر الائتمانى على مستوى العالم.
وقال إن محطات الوقود الوطنية التابعة للقوات المسلحة بدأت تشهد حالات تكدس شديدة من المواطنين للحصول على المنتج، ما جعل تجار السوق السوداء يتوجهون إلى محطات «الوطنية» التابعة للقوات المسلحة وشراء الكميات وبيعها فى السوق السوداء بضعف أسعارها.