بروفايل| محمد ناجي.. حارس الفنون الشعبية
محمد ناجي
أحد كبار جيل رواد الرسم المصري، جمع بين دراسة القانون والفن حيث حصل الفنان التشكيلي أحمد ناجى- المولود في 17 يناير 1888- على ليسانس الحقوق من جامعة ليون بفرنسا، ودرس الرسم على يد الفنان الإيطالي "بيتالي" في الإسكندرية، وسافر إيطاليا لإتمام دراسة الرسم بأكاديمية الفنون بـ"فلورنسا"، واشتغل مع الرسام الفرنساوي أندريه لوت.
إنحاز ناجي إلى مدرسة الرسم التأثيرية التي ينتمى إليها الرسام كلود مونيه وتمرد على المدرسة الأكاديمية، وبعد عودته من إيطاليا عمل لمدة 5 سنوات بالسلك الدبلوماسي، ثم عين مديرا لمدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة، وكان أول مدير يشغل هذا المنصب، ثم مديرا لمتحف الفن الحديث، وعين ملحقاً ثقافياً في البرازيل ثم في باريس وانتدب مديرًا للأكاديمية المصرية للفنون الجميلة وملحقا ثقافيا بروما، وحصل على قلادة الشرف الفرنسية عام1927ملتميز رسوماته بقوة التركيب وشفافية الألوان.
زيارته لإثيوبيا أضفت حسا فنيا على لوحاته، حيث استلهم من طبيعتها الألوان المبهجة، كما ظهرت في أعمال الحضارة المصرية خاصة في ربطه بين الماضي العريق والحاضر مستلهما من رسومات المصريين القدامى، ووجه دعوة للحفاظ على الفنون الشعبية فى مصر فى المؤتمر العالمي ببراج، ودشن حملة لإنقاذ معبد فيله وإعادة رأس نفرتيتي إلى مصر وإنقاذ معبد أبو سمبل .
استطاع في خلال بضع سنوات من دراسته للفن .. أن يقطع المراحل ويجتاز العصور .. فينتقل من الكلاسيكية.. الى الرومانتيكية.. الى الانطباعية.. الى الحوشية.. ثم الى ما بعد الانطباعية.. دون أن يغفل إلقاء نظرة عابرة على فن الأقدمين.
أقام معارض بفرنسا وبلجيكا وانجلترا وله لوحة معروضة بمتحف تايت جاليري في لندن بعد وفاته سنة 1956، وفى مصر رسم لوحات جدارية ضخمة في مستشفى المواساة بالإسكندرية، ولوحته الشهير نهضة مصر بمبنى مجلس النواب، وترك أعمال ذات بصمة فنية متميزة.
أنجز تصميم اللوحات الزخرفية بالجناح المصري في المعرض الدولي بباريس وعرض لوحته دموع إيزيس، وأقامت له وزارة الثقافة معارض بإيطاليا وتورينو وفلورنسا وعرضت له 52 لوحه زيتية، 200 اسكتش سريع.
وأسس متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ومتحف الفن الحديث بالإسكندرية ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، وتحول الأتيليه الخاص به بمنطقة حدائق الأهرام إلى متحف يحوى 1200 لوحة ومتعلقات شخصية وجددته وزارة الثقافة عام 1991م، وشارك في معظم المعارض الجماعية بمصر، كما واصلت شقيقته عفت ناجى عرض أعماله بعد وفاته وعرض في صالون الفنانين الفرنسيين.
اقتنت وزارة الثقافة منزله بالهرم الذى أقامه عام 1952 وحولته الى متحف وأفتتح بعد تطويره في 27 / 1/ 1991، وصدر عنه في دار المعارف كتاب من تأليف سعد الخادم بعنوان "الحياة الشعبية في رسوم ناجى" عام 1958، وكتاب " الذكرى المئوية لمحمد ناجى" لتسعة عشر ناقداً عن المركز القومي للفنون التشكيلية عام 1989.
وبرغم المناصب التي تقلدها ناجي، إلا أنه لم تشغله عن الامساك بريشته ورسم الصور، ولم يتركها ابداً إلا بعد أن وافته المنية داخل مرسمه بالهرم في 5 أبريل 1956م الذى أصبح متحفا مخلدا أعماله الرائعة.